الأحد، أغسطس ١٩، ٢٠٠٧

4 - حوار مع الشاعرة السورية ثناء حيدر ...

بعضهم تهجم وكفّر الدكتورة والأديبة نوال السعداوي لآرائها حول فريضة الحج ، وحول ختان البنات في مصر بشكل خاص... ما رأيك أستاذي بهذا التهجم ؟ ورأيك بالدكتورة نوال بشكل عام.

لعلك الآن تلتمسين لي العذر أنني قد أجلت الحديث عن الدكتورة نوال لما بعد الحديث عن مقولة مصر أم الدنيا، ثم الحديث عن ما نشهده من ردة دينية طالت المجتمع بأكمله، لتزرع في النفوس والعقول والأرواح فهما متخلفا وجاهليا للدين وأصول المعاملات. وأعترف أنهم نجحوا ببراعة في مسخ شخصية الإنسان المصري الذي يفضل أن يدور في فلكهم.

قبل أن أتحدث عن الدكتورة نوال وأجيب أسئلتك، سأنقل حوارا دار بأحد المنتديات الفنية - وكنت طرفا فيه - عن الدكتورة نوال وأعتقد أن أسبابي في ذلك ستكون مفهومة أيضا، ولنري كيف يفكر الشباب في مصر هذه الأيام.
نقل عضو بهذا المنتدي ( مقابلة تلفزيونية مع الدكتورة والتي تمت بقناة الجزيرة ونقلها عن إيلاف ). سأنقل لكم ماتم من ( حوار ) حول هذا الموضوع وهو لا يزيد عن سبع مداخلات، كانت بالشكل التالي :

الأولي كانت لي ، وبعد أن قرأت الحوار الذي تم خلال المقابلة مع الدكتورة كتبت التعليق التالي موجها كلامي للعضو الذي قام بنقل الموضوع وطلب رأينا دون أن يقول هو رأيه أو يتدخل بعد ذلك للتعقيب علي أي رأي:

مداخلة 1.
"تخيلت انك تنقل وجهة نظرك، وكنت مندهشاً للغاية أن تكتب لنا حول ذلك الموضوع. ثم اكتشفت انك تنقل عن إيلاف، وبغض النظر عن ذلك ورغبتك أن نبدي تعليقاتنا، أجد نفسي بحاجة أولا لمعرفة رأيك وبالتفصيل. عندئذ ستجدني أعلق، وربما يساهم بعض الأعضاء أيضا في التعليق. الموضوع جميل وشيق وبه جانب كبير من الشجاعة في عرض أراء الدكتورة نوال. وياليتنا حين نتصدى للرد أو التعليق ألا نهاجم شخصها أو خصوصياتها ونقترب أكثر من تفكيرها سواء وافقنا عليه أم رفضناه."

مداخلة.2
بعد مداخلتي علق أحد الشباب ( 25 سنه ) ويعمل طبيباً ، قال:
"نوال السعداوى شخصية مستفزة الى ابعد الحدود ولن اتكلم عن اراءها الشاذة مثل ان ينسب الرجل الى اسم امه او اعتراضها على نظام التوريث فى القرآن لانه لافائدة فى التحدث عن مثل هذه الاشياء التى تحدث عنها الجميع من قبل.ولكن اتحدث عن هيئتها وشعرها الابيض الذى يشبه القطن المستخدم فى العمليات الجراحية ...احيانا اشعر ان نوال السعداوى عبارة عن شيطان يتجسد فى شكل امراة وهل تعتقدون ان نوال السعدواى لها افكار تناقش ؟؟"
ثم يلصق صورتان للدكتورة وأسفلهما كتب عبارة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

مداخلة.3 "
يعلق شاب صغير ( 22 سنة ) – محامي بالقول:
"واللهى معاك فى كل إللى إنت قلته عن هذه المرآه التى تخطت كل الحواجز و القواعد و التى للأسف يفتح لها كل برامج التليفزيونات و لا إن كانت مصلحه اجتماعيه أو رائده و حسبى الله و نعم الوكيل فيها".

مداخلة – 4
علق أحد الشباب المستنير علي المداخلة السابقة بالقول:
"كان نفسى أقرا آراءكم عن أفكارها اللى انا مختلف مع نسبة كبيرة منها"
.
مداخلة.5
يرد الدكتور الشاب بالقول:
"عندما تقول انها معترضة على ان يكون للذكر مثل حظ الانثتين كما جاء فى القرآن ويجب تغييرها.كيف نناقشها؟ وعندما تقول ان الحج وطواف الكعبة هو نوع من الوثنية.ماذا نقول لها ؟؟ وعندما تقول انه يجب ان يكون هناك تعدد للازواج طالما هناك تعدد للزوجات!! وعندما تقول بالنص: ان المراة المحجبة والتى تغطى راسها تعتبر متخلفة وعقلها مغلق وعندما تدافع عن سلمان رشدى. نوال السعدواى لو كانت فى بلد يحترم الدين الاسلامى لتم إعدامها فى ميدان عام هى وأمثالها مثل نصر أبو زيد وغيره.لكننا للأسف تحكمنا أمريكا وإسرائيل التى يسعدهما بالطبع وجود امثال نوال وغيرها فى الاعلام. وعلى فكرة كل ما قالته نوال السعدواى كان فى برامج تليفزيونية وندوات وليس افتراءات صحفية."

مداخلة.6
ويعود الشاب المستنير صاحب المداخلة رقم 3 للقول:
"بالظبط كل اللى بتقوله. وانا عارفه وقريته فى كتبها اللى قريت منها كتير وشفتها كتير فى التلفزيون. ومختلف مع معظم افكارها زى ما قولتلك تماما .كل اللى انا معترض عليه كيفية التعامل معاها.زمان واحد كتب كتاب اسمه كدة : " لماذا انا ملحد " ما حدش قتله ولا طالب باعدامه. رد عليه واحد تانى وفند كلامه حتة حتة وكتب كتاب اسمه " لماذا انا مسلم " أظهر فيه خواء افكاره. ده اللى انا كان نفسى فيه فعلا".

مداخلة.7
ويلتقط الخيط المحامي الشاب وبقدرة قادر يتحول الي مفتي وقاض.قال:
"فى مسائل لا يتم المناقشه فيها و المناقشه فيها تعتبر درب من العبث و من هؤلاء هذه النوال و التى المفروض أنها تستتاب لمدة ثلاثة أيام فإن لم تتب يطبق عليها حد الرده و هو القتل .فالإسلام دين الله المتين و يجب ألا يكون لعبه بين دعاة البحث عن الحقيقه فيكفى أن نقرأ القرآن الكريم و السنه المشرفه لنتعرف على جوهر حقيقة الإسلام. أما أن نجادل أمثال نوال هذه فلا أرحب بذلك مطلقا لأن هذا هو الهدف من كلامها" .
"ولكن الموضوع الذى يجب مناقشته هو لماذا يتم الترويج لهذه الأفكار السامه فى الوقت الحالى و من هو المسئول عن مثل هذا الترويج و كيف يتم التصدى لهذه الأفكار و محاربتها و خصوصا و أنها تتجه لتدمير عقيدة المسلمين و التشكيك فى كل شيئ. ولى عوده بإذن للتعليق على الرددود و شكرا لكم".

الملاحظ أن الطبيب والمحامي الشابان قالا رأيهما دون أية مناقشة، أو ما يوحي بقبولهما لفكرة النقاش والحوار حول أراء الدكتورة. ولم يحتاج الأمر لأكثر من سبع مداخلات - وبالأحري مداخلتان لكل واحد منهما - لأن يصدرا الحكم عليها.والاثنان اتفقا علي وجوب قتل الدكتورة نوال. بالتأكيد مصيبة المحامي أشد لأنه يفترض أنه تعلم وتربي علي ثقافة الدفاع عن المتهم أولا. وللأسف فلا توجد تلك الثقافة ولا يوجد من يروج لها ولا من يتقبلها. لماذا؟ لأن المجتمع وخلال الهجوم الشرس لما نسميه بالردة الدينية وضع مثل تلك الثقافة أو التربية موضع التحريم الديني أيضا. وان كان الحل جاهز باستتابتها أي عرض التوبة عليها بعد أن تتبرأ من أفكارها وإلا فعقوبتها القتل.

ملحوظة ثانية وهى أيضا ملحوظة في غاية الأهمية والمرارة، فأصحاب الاتجاه الأصولي المتشدد لا يعطون لنفسهم الحق فقط أن يكونوا الحكم والجلاد كما رأينا، بل يعطون لنفسهم الحق في الوعظ والإرشاد والردود علي أي استفسارات قد تأتي حول نفس الموضوع. وعلي كل مناقشة الموضوع لم تأخذ أكثر من المداخلات السبع التي عرضتها وكما جاءت بالنقاش، وانتهت بإصدار الحكم علي المتهمة دون أن يحاول أحد مجرد مناقشة التهم المنسوبة إليها. أيضا لم يحاول أي أحد أن يضيف أي رد جديد مما حرم المفتي الشاب من تكملة تفسيراته وفتواه القيمة.

تعمدت أن أنقل إليكم كيف يفكر الشباب في مصر. وإلي أي حد غسلت أدمغتهم بالأفكار المتحجرة والغريبة. لو كانت هناك حرية في التعبير متاحة للجميع، وقدر من الوعي والتربية الصحية السليمة التي تفرضها ممارسة تلك الحرية، وأهمها قبول الآخر ومناقشته بدلا من قتله أو طعنه أو رجمه حتى الموت. لو كان ذلك موجودا، هل كان مثل أولئك الشباب يتحدثون بهذا الشكل عن الدكتورة نوال السعداوي أو غيرها.

وبطبيعة الحال تصبح محاولة قتل أديبنا الكبير الراحل نجيب محفوظ مفهومة الأسباب. ومعروف أن مجموعة من الشباب - لم يقرا أحدهم ورقة واحدة من أحد كتب الأديب الراحل – قد حاولوا قتله.
قيل لهم - فقط - أنه كافر ويتوجب قتله، وكان عليهم التنفيذ دون مناقشة أو فهم. وقبله قتلوا كاتبا متميزا "فرج فودة". ومحاولات عديدة جرت لتصفية الكثير من الكتاب والصحفيين.

لا حظ أن هذا ما يفعلونه بالعراق الآن بجدارة واستحقاق، غير أنهم أضاقوا لقائمة الضحايا التلاميذ أيضا والمدرسين وأساتذة الجامعات. ولعل المعني واضح في قتلهم لأفراد لا يملكون من أسلحة سوي فكرهم وأقلام وأوراق بيضاء يسطرون فوقها أحلامهم وأحلام بلادهم بصباح أفضل واَمن للجميع.

لنأخذ موضوعا آخر كتبه شاب ليبي عمره 16 سنه وبعنوان "سنن الذبح" . والحقيقة أنني حين قرأت ما كتبه هذا الشاب أصابني الرعب والهلع. كنت أتخيل من عنوان الموضوع أنه سيتحدث عن سنة ذبح الطيور أو حتى البهائم، فإذا به يتحدث عن سنن ذبح الآدميين.!! اقرأوا معي وستعرفون أي مأزق نعيشه تحت رايات الفكر الديني المتخلف وماذا فعلوا بعقول وتفكير شبابنا البائس.

"اخى انت تقول حزب الله ما يقتل فى النساء العاريات و القاعده تقتل النساء العاريات . نعم كلامك صحيح و لو انا زعيم للقاعده كنت حعمل نفس الشئ لان هذا حكم الله و هذا الدين الاسلامى و هذا الدليل ان القاعده تتبع دين الله و تقيم حكم الله فى الارض و لو لم يفعل ذلك فى العراق لكانت الفاحشه انتشرت مثلما انتشرت فى لبنان بوجود حزب الله الارهابى .و بالنسبه الى قطع الرؤوس انا احيئ كل مجاهد يقطع رؤوس الخونه مهما كانت ديانته المهم ان يثبت خائن للامه و متعاون مع العدو و هذا مش حرام هذا حلال و هذا الصح الدليل على مشروعية سنة الذبح"

ثم يكمل بسرد "الدليل الشرعي على سنة الذبح" كما جاءت بكتاب الله تعالى وحسب فهمه المريض والقاصر والمتخلف.

لا حاجة للتأكيد علي أن هذا الدليل الشرعي هو أراء سلفية غبية ومتشددة في فهمها لدرجة الحماقة والجهل. والمصيبة أن هناك الآن من مشايخ وأبطال الفتاوى من يشجع مثل تلك الآراء، بحيث أصبحت تشكل الجزء الكبير من وعي الشباب صغار السن، الذين يرون في إتباع بل وتنفيذ مثل تلك الآراء المريضة نوعا من الجهاد والبطولة لرفع شأن الدين، والفوز الثمين الذي سيتبع ذلك بدخولهم الجنة حيث أنهار الخمر، وحور العين، أو الجنس المجاني كهدية مؤكدة لأصحاب الجنة من المجاهدين.

وتصبح المصيبة أشد حين يشكل كل ذلك "ثقافة المجتمع". فيصبح القتل مبرراً، والسرقة والسبي جائزاً، وحرق البيوت وأماكن العبادة مشروعا.!! ويعد كل ذلك جهاداً في سبيل الله ونصرة دينه. وبالتبعية يكون هناك دائما تسامحا مع القتلة واللصوص الأغبياء والكسالى الذين يرتدون أقنعة المجاهدين في سبيل الله.
هل لازلت بحاجة لرأيي في الدكتورة نوال السعداوي.؟! علي كل، سيظل فكر الدكتورة نوال موضع خلاف كبير مع الجميع. كل ما سأدعو إليه أن نتحاور معها، ونرد علي نقاط الخلاف معها بفكرنا ورأينا الحر، ونترك لها نفس الحق تمارسه، ولتقل ما تشاء. متمنيا لها السلامة والعافية.

السبت، أغسطس ١٨، ٢٠٠٧

3 - حوار مع الشاعرة السورية ثناء حيدر ..

إذا خيروك يا سيد الجمال أن تسافر إلى مكة لقضاء فريضة الحج على نفقة الدولة، وبين إلقاء محاضرة ثقافية في دولة عربية أو أجنبية على نفقتك الخاصة ..فأيهما تختار ولماذا؟

بخصوص العرض الأول ( السفر الي مكة ... الخ ) فصدقيني سأرفضه حتى لو جاء حقيقة، رغم صعوبة بل استحالة أن تعزمني الدولة لقضاء فريضة الحج. لماذا الرفض ؟! أقول لك. حسب فهمي المتواضع للدين، يجب أولا أن أكون مهيأً نفسياً لمثل تلك الرحلة، وحتى الآن هذا لم يحدث. وثانيا أؤمن أن مثل تلك المناسك لا يصح فيها العزومة لا من الدولة ولا من غيرها. إذا جاء الوقت المناسب سأذهب علي نفقتي الخاصة وبالقدر الذي يحقق لي الراحة والفهم ثم الارتواء. وعلي كل حال يا سيدتي، فقد حصلت علي لقب ( عم الحاج ) وبالمجان منذ مدة طويلة. والغريب أنها بدأت ببغداد حيث لاحظت – في السنوات الأخيرة من إقامتي هناك - أن بعض الشباب من المعارف أو غيرهم يبدأون حديثهم معي بكلمة ( حاجي ) . ثم في مصر أخذت اللقب رسميا وشعبيا وأصبحت ( عم الحاج عادل ) لكثير من الناس . الجميل في المسألة أنني وفور أن ( لطشني ) هذا اللقب تذكرت كلمة أمي التي كانت تقيمني مع كل زيارة سنوية لها. تلك السنة نظرت إلي وقالت ( كبرت ياعادل ). لها حق ومعهم حق ببغداد وبمصر، فالشيب قد زاد ولون شعر رأسي بدا غريبا حتى لي، للدرجة أنني حين كنت أنظر للمرآة كنت أقول وأنا مندهش: مين عم الحاج ده.؟!!

واعتقد أنني لن أتمكن أيضا من تنفيذ العرض الثاني أو البديل الثاني . أصاب بالرعب والهلع عند مواجهة حشد غفير، هذا صحيح حتى أنني أحسد كل من له القدرة علي ذلك وأولهم الممثلون فوق خشبة المسرح. هي تجربة مرعبة لي تصيبني بالدوخة والهذيان وعدم التذكر ووقتها أبدو - بالتأكيد - وكأن نوع من الغباء والبله حط علي وجهي. ورغم عشقي الكتابة للمسرح والسينما كما ذكرت لدرجة إنني أترك خيالاتي تحرك الشخوص بأمور أستغرب أن تحدث منهم. فدائما ما أتذكر مواقفي الخايبه في كثير من لحظات المواجهة بكلمات جميلة لنجيب سرور وأداء رائع من عم الشيخ إمام وهو يقول:
.
بيني وبينك سور ورا سور
وانا لا مارد ولا عصفور
في ايدي عود . ( قوال ) وجسور
وصبحت أنا في العشق مثل ..
.
وعلي كل حال، وكي أعطيك إجابة حقيقية لما يمكن أن يحدث طالما رفضت ما تفضلتي به من أفكار واقتراحات. فبالتأكيد مادامت الأمور تمشي علي نفقتي الخاصة. فسأرتب لرحلة لأماكن جديدة أحب أن أراها، وأعيش مع الناس هناك وأتعرف عليهم. بلاد الله واسعة وخلق الله كثيرون والمسألة تستحق الكد والسعي من اجل مزيد من المعرفة والفهم والتقارب وأشياء أخري كثيرة قد تأتي في حينها. وهذا باعتقادي ضمن صحيح الدين أيضاً
.
.

الجمعة، أغسطس ١٧، ٢٠٠٧

2 - حوار مع الشاعرة السورية ثناء حيدر ..

ماهي أفضل أغنية ترددها بين الفينة والفينة ومن هي مطربتك المفضلة ومن هو مطربك المفضل؟

هل تستغربين لو قلت لك أنه ليس عندي مطرب مفضل أو مطربة مفضل. أعشق الاستماع لجميع الأصوات الجميلة والدافئة والمعبرة، والتي تمس قلبي دون استئذان ودون تكلف ودون تذويق أو تجميل. من أجل ذلك قد أقضي وقتا طويلا أستمع لأصوات مجهولة للباقين، وربما لا يرغبون في الاستماع إليها.
أتذكر أنني مرة كنت أجلس بأحد المقاهي بشرم الشيخ وجاءت فرقة مصرية بصحبة الكثير من الآلات الموسيقية. وكانت المطربة فتاة صغيرة بحجم عصفورة جميلة. وأخذت تغني (للآخرين). لكن بصوتها هي ودون أي محاولة للتقليد أو التصنع. ووجدت نفسي أسبح مع نغمات ورقة صوتها لعوالم بعيدة وجميلة حتى أن طفية السيجارة هبطت هي الأخرى بهدوء ورفق لتستقر فوق إسورة قميصي لتحرقه في شكل دائري صغير، دون أن أشعر، ولتترك لي وساما جميلا وذكري طيبة لتلك الأمسية الجميلة.الشئ الاّخر. أنني ومنذ صغري لا أطيق الاستماع لأغنية طويلة كاملة إلا في حالات قليلة وتوفر شروط عديدة، أهمها ألا يكون معي أحد سوي عادل. وأن يكون مزاج الاستماع جاهزا للتنقل والسفر لمسافات أبعد. وأستعيض عن ذلك بحبي للاستماع لمقاطع معينة من معظم الأغاني.

اليس لي حق ألا يكون لي مطربا أو مطربة مفضلة ؟ ومكتبتي الغنائية تضم أغاني الست وفريد وعبد الوهاب وحليم وفايزه ونجاة وورده وقنديل وفوزي وشادية وطلب وهدي سلطان ونجاة علي وكارم والشيخ امام والشيخ سيد وحتي أغاني للست منيرة والست نعيمه المصرية وصالح افندي عبد الحي وعبده السروجي وناظم الغزالي وملحم بركات وفيروز وعوض الدوخي وصباح فخري ومحرم فؤاد ومتقال.وحبيبتي مياده الحناوي ومدحت صالح وعادل مأمون وشريفة فاضل ومها صبري . أستطيع أن أكتب أسماء كثيرة وحتي الصباح التالي لو كان لديك الوقت.

كنت أنوي اهداء الزملاء ثلاث أغاني جميلة: مسيرك ها تعرف لشادية، وعلشان ماليش غيرك لفريد، والمقطع الأخير لحليم من موعود. دعينا نبدأ بحليم والكوبليه الأخير من موعود، وتأملي نبرة الجمال المغلفة بالحزن الإنساني الراقي والدفء والحنان والقوة، وهو يغني، وتأملي جمال موسيقي بليغ وانسيابها بكل هدوء وحنان وجمال مع صوت حليم. أشعر أنه يغني لي أنا علي وجه التحديد. واعتقد أن هذا هو نفس شعور كل عاشق ومحب سواء كان رجلا أو امرأة.

ماهي حكمتك المفضلة؟ ومن هي الشخصية التي تأثرت بها؟

ماينطبق علي الموسيقي والأغاني ينطبق أيضا علي حكمتي المفضلة والشخصية التي تأثرت بها. الحياة أرحب وأجمل من أن أسجنها داخل قول ما حتي لو كان مأثورا. وليس علي سوي التفاعل معها كل صباح جديد بما يحمله من أقوال مأثورة أو غير مأثورة. نفس الشئ بالنسبة للشخصية التي تأثرت بها. هم كثرة والأجمل أنني أستطيع أن أجد في كل شخص أقابله للمرة الأولي شيئا جديدا ومميزا وقد أتأثر به.
هناك بالتأكيد من حفر بداخلي طرقا للمعرفة ولتعليمي كيف أحب الناس. منهم أساتذة أفاضل وكتاب وفنانين وحتى أناس عاديين. لكن المهم أن كل تأثيرهم يمضي لحاله ولا يتبقى منه سويمدي تفاعلي بما قدموه لي من دروس وقيم. بهذا المعني فأنا أدين للعديد من الناس، وبالمعني المضاف فأنا أكسب كل ساعة شخصية تستحق أن أتأثر بها.
.

الخميس، أغسطس ١٦، ٢٠٠٧

1 - حوار مع الشاعرة السورية ثناء حيدر ..

السيدة ثناء حيدر شاعرة سورية جميلة ورقيقة وهي تجيد فن كتابة الشعر سواء كان بالفصحى أو الشعبي باللهجة السورية . وهى زوجة لشاعر سوري قدير وهو الصديق الأستاذ جعفر حيدر . تشرفت بمعرفة الاثنان بمنتدى نغم www.nagam.org الذي أتشرف بالكتابة فيه وبكثير من الصداقات الرائعة لكثير من الشعراء والموسيقيين وكتاب المقالات بمختلف أنواعها والأهم بكثير من الصداقات لكثير من الشباب الواعد. ورغم الخلاف في الأفكار – وذلك قدر لا مفر منه بل هو نوع من الأقدار المطلوبة لديمومة الحياة والتواصل الإنساني . فنحن جميعا ككتاب في هذا المنتدى الرائع نؤمن بضرورة الخلاف وأنه ومهما كان فهو بغير قادر علي إزالة ما بيننا من ود واحترام. والمنتدى يملكه ويشارك بالكتابة فيه الصديق العزيز والملحن السوري خالد ترمانيني http://www.khaledtrm.net/ إضافة للكثير من المواقع الأخرى التي تتحدث عنه والتي يمكن للقارئ الحصول عليها بمحرك البحث جوجل. ولا يمكن لزائر المنتدى، وأيضاً معظم كتابه الجدد أن يشعروا أن هذا الرجل هو مالك المندي فهو علي لا يمنع ولا يصادر ولا يحجب ولا يسفه رأياً بل يرد بأدب وإيجاز مما جعلني أطلق عليه اسم " الحكيم الصامت ". فهو بإيجاز فنان يؤمن بالحرية والحق في التعبير بكل وسائل الفن المتاحة كما أن ثقافته وفكره مرتفعان للغاية. وأشعر أن هناك حالة من التواصل الإنساني الراقي والمغلف بالحب والتقدير والاحترام يجمعنا جميعاً . ومعرفتي بهذا الفنان تزيد علي الثلاث سنوات ولا أتذكر أنه طيلة تلك المدة كتب مواعظ أوسن قوانين لشروط الكتابة أو قام بشطب موضوع أو حجبه أو طرد عضو بالمنتدى. وهو يقول ببساطة شديدة أنه لا يحب أياً من تلك الحلول.
كتبت السيدة ثناء موضوعا جميلا وناجحا " فنجان قهوة ودردشة " وكنت أحد ضيوفها ، وكان علي الإجابة علي أسئلتها التي أعترف أنها كانت ذكية ومركزة . سأختار بعضا من تلك الأسئلة وأجوبتي عليها والتي أعتقد أنها تكمل ما يمكن أن أسميه الخط العام الذي يحكم تفكيري . كان السؤال التالي أحد الأسئلة التي وجهتها لي ولم أكن أتوقعه.
9- إذا رن هاتفك الجوال وكان من إحدى المعجبات وأكيد هنّ كثرٌ، وبقربك زوجتك. كيف تتصرف؟ صف لنا حالة الأستاذ عادل في هكذا موقف.
لا أدري لماذا حكمك بأنهن كثر ؟!! وعلي كل "لماركيز" - الكاتب الكولومبي المشهور وصاحب رواية مائة عام من العزلة والحائز علي جائزة نوبل ، كتاب صغير وجميل أسمه " رائحة الجوافة " وفيه يحكي عن نفسه، وعن زوجته مارسيدس وهذا هو أسمها. ولأنها تعلم مزاج ماركيز وتقلباته، ونظرات الإعجاب التي كثيرا ما تحوطه من النساء. فقد قبلت ألا تعكر عليه أي لحظة من تلك اللحظات التي يعشقها الرجل. فما بالك لو كان رجلا من نوع ماركيز. حين يجلسان بأحد المطاعم وتراه يحملق بأحد السيدات أو يتبادل معها النظرات، فإنها تسحب كرسيها للخلف بهدوء، ودون أن تبدي أنها تفعل ذلك عامدة. لكي تفسح له المجال لرؤية تلك المرأة والتمتع بلحظات النظر وتبادل الابتسامات والحديث معها عن بعد. ومع ذلك فهي تحب ماركيز وهو يبادلها نفس المشاعر.
أعترف لك أن هناك – في شخصية الرجل - ثمة خطأ. ولعله خطأ من النوع المركب. وأنه بهذا الفهم فالمرأة أنقي وأخلص من الرجل. لا أدري ما هو السبب؟ هناك تبريرات عديدة لذلك. لعل أهمها أن شرارة الحب تنطفأ بعد حين، ويلزم ما يثيرها بين كل وقت وآخر. وإلا تحول معظم الأزواج إلي أشياء متشابهة كما هو حادث بكل بلاد الله وليس بمجتمعاتنا فقط. شيء يأخذ في الغالب الشكل الرسمي والوقور للحاج سيد، وكرشه ممدداً أمامه، والعرق يغطي وجهه. وأصوات "الولاد" يزعج قبيلة، إلا أنه مبتسم دائما. سعيدا ببلاهة وأمامه كوب الشاي وطبق الكعك، أو طبق ساندويتشات لانشون وبيض مسلوق وزيتون أخضر وأحيانا أسود. وعلي الضفة الأخرى من الكنبة بمسافة لاتقل عن المتر والنصف تجلس زوجته الحاجة سيده. وبجوارها طبق مماثل والاثنان يأكلان باَلية وهما مشغولان بالكامل في متابعة فيلم مصري قديم شاهداه العديد من المرات.
نموذج لا يعرف ولا يريد أن يعرف ماذا يدور خارج المنزل وليس خارج الحي الذي يسكنان به، فضلاً عما يدور من أحداث بباقي الدول. وهما يشكلان أيضاً نموذجاً أصبح سائداً ويشكل القاعدة . فهما لا يشعران بالملل أو الحنق أو القرف أو الغيظ أو الخوف أو الرغبة في اكتشاف الأفضل في العلاقة بينهما. حتى أنهما حكما علي نفسيهما بالعجز والكبر قبل أوانه. فالمرأة أو الحاجة سيده اكتسب جسدها كمية كبيرة من اللحوم والشحوم. وضاعت كل معالم الأنوثة بين الحجم الضخم المكتسب وبين الشعور بالعيب، وتفانيها في خدمة الحاج سيد وأولادهما. هذا نموذج مكرر بالألوان وأيضا بالأبيض والأسود. أو الأسود والأسود. رغم أنني أتحدث عن نموذج لا يزال شبابا بحسابات العمر، ولنقل أنهما في الخمسينيات أو أزيد. وهو عمر لا يجب أن يكون لتخزين الدهون والنوم والشخير فقط . لكن هذا هو الحادث. ربما كان دور المرأة فيه يفوق دور الرجل. لماذا؟ لأنها قبلت أن تستغني عن عقلها وفكرها الأنثوي بل هي استغنت بالكامل عن أنوثتها التي هي وجه لجمالها ومحرك وحافز لقبول الرجل بها كزوجة وكملهمة وعشيقة. وبالتأكيد سيجد الرجل في ساندويتشات اللانشون والبيض المسلوق والزيتون الأخضر أو الأسود ما يفتح شهيته أكثر من تلك الأنثى الجالسة بجواره ومشغولة مثله بالأكل.

بالنسبة لي لم أتحول بعد لنموذج الحاج سيد وسأناضل لآخر نفس لكي لا أتحول إلي هذا النموذج. ولا زوجتي أصبحت الحاجة سيده. اخترنا طريقا وسطا. فهي تعرف كل شيء عنى، وأتركها تتابع الحديث بيني وبين أية واحدة. وأحاول السيطرة علي الحديث حتى لا أجرح مشاعرها أو تسوء الأمور.!! وفي كل الأحوال هناك حدودا لا يجب أن أتخطاها في مثل تلك المواقف أو غيرها. وبالمناسبة زوجتي سيدة رائعة بكل المقاييس وهي محجبة من قبل أن نتزوج، وذات شخصية مؤثرة إضافة لكونها مثقفة، وإن كانت ثقافتها بعيدة عن نوع ثقافتي وما أهتم به. ومع ذلك فنحن مثلاً نشترك في حبنا للاستماع للموسيقي الراقية والأغاني الجيدة لمطربين ومطربات كثيرون . وهي تجد متعتها في ختم قراءة القراَن بين وقت وآخر، وأعتبرها هدية من السماء لي. ومع مرور السنوات وتشجيعي وفخري بتقدمها وإجادتها في عملها فقد أصبحت مرموقة في عملها، ووظيفتها تعد ضمن الوظائف الراقية، خاصة وأنها تعمل بمجال لا يعترف بالوساطات أو المجاملات .
لماذا أقول كل ذلك ؟! لأنني لم أفاتحها مرة واحدة لأطلب منها - منذ تزوجنا - بأن تنزع الحجاب وتظهر شعرها. رغم أنها تعرف رأيي جيداً في هذا الموضوع وتحاورني فيه. الأمر الآخر والهام أن حدود الثقة المتبادلة بيننا ليس بضمنها خط أحمر حتى أن الكثير من معارفنا وأصدقائنا نشعر بحسدهم لنا. وطبيعي أن تثمر تلك المشاركة الرائعة والتفاهم والإخلاص علي طريقة تربيتنا لأولادنا. فأبني الأكبر يدرس للحصول علي رسالة الدكتوراه من جامعة فيينا. ورغم صعوبة الحياة هناك لشاب مثله فهو يصر وبتشجيع مني وزوجتي أن يتزوج بشكل شرعي. وتعلمين أن الزواج أحد مفاتيح الحلول لمشاكل كثيرة تواجه الشباب. أما ابني الأصغر فهو يدرس بأحد الجامعات المرموقة ويدرس تخصصاً هاما ومطلوباً. والممتع في كل ذلك أن علاقتهما بنا علاقة صداقة وتفاهم مما يتيح لنا الكثير من الحوارات الجميلة ومزيد من التقارب بالتعرف علي أفكار بعضنا البعض. وكأنه نوع من التواصل الإيجابي بين الأجيال.
الست محقاً حين أقول وأكرر أن المرأة انقي وأجمل وتستحق من الرجل كل التقدير والفهم والاحترام . وتستحق أن ندافع عن حقوقها خاصة للذين يعتبرونها " شيئاً " ضمن مقتنياتهم فيتعمدون مسخ شخصيتها وحرمانها من أي حقوق كفلها لها الله والشرع والضمير الإنساني السوي وليس المرضي.
10-يعجبني مظهر الرجل الخارجي لباسه الرسميّ ( البدلة - أو الطقم ) الساعة التي تزين يده ، والبارفان الذي يستخدمه طبعاً يهمني بالدرجة الأولى جوهره وحضوره وثقافته... ماهي صفات المرأة التي تلفت انتباه الأستاذ عادل؟ عدا الجوهر .

لا أدري لماذا لا أحب وضع ساعة في يدي. تشعرني بأن يدي موثقة بقيد سخيف مهما كان جماله. وأي قيد وتلك الساعة اللعينة تذكرني دوما بالوقت.!! أفضل النظر للموبايل لمعرفة الوقت. أو السؤال وكثيرا ما فتح سؤالي عن الوقت لحوارات جميلة مع خلق الله.

أيضا . لا أحب وضع بارفانات، ولا أطيق رائحتي إذا ما وضعت بارفان حتى لو كان من النوع الغالي جدا. الغريب أن هناك بعض البارفانات تضعها بعض السيدات خاصة ذات الرائحة الهادئة تدير رأسي إذا ما شممتها، وتجعلني أحلق لعوالم جميلة. أمر آخر وهام وهو أن زوجتي لها تقريبا نفس قياساتك للحكم علي أناقة الرجل، غير أنها تضيف شرطا آخر وهو لمعة الحذاء. فهي تري أن الرجل الشيك يجب أن يكون حذاءه نظيفا ولامعا. وفي الحقيقة أنا أفتقد ذلك أيضا. لا أتذكر أن حذائي كان لامعا إلا إذا كان جديدا.

المشكلة أنني كسول للغاية ولا أستطيع الانحناء للإمساك بالحذاء وتنظيفه. من أجل ذلك أجد متعة ما بعدها متعة لو جلست بأحد المقاهي أن أعطي الحذاء لعامل التنظيف بعد أن يحضر لي قطعة من الكرتون لأضع قدماي فوقها، وأجلس بعد ذلك مسترخيا ممدا رجلاي، ولا أنشغل بأي شيء سوي شعوري بالراحة بعد تحررتا قدماي من ذلك الحذاء اللعين. هي متعة بالفعل رغم أنني – وحتى الآن – لا يزال يخطر ببالي هاجس أن العامل سيأخذ الحذاء ويهرب، فماذا يمكنني عمله. لا شيء طبعا يمكنني عمله سوي أن أظل أضحك.
لا أدري كيف سيكون تقييمي بدون ساعة يد وبدون بارفان وبدون حذاء يلمع؟!!

ثمة أمر آخر. أعشق لبس البذلة كاملة لكن في الشتاء فقط، بما في ذلك وضع منديل جميل وملون في جيب الجاكت. وأنشغل به طوال الوقت لتعديل منظره. ومع ذلك فلا أطيق النظر لأحد يرتدي بذلة كاملة في لهيب الصيف، وأعتبره شخصا مجنونا. ليس لدي القدرة علي لبس أي نوع من منها في الصيف وأيا كانت المبررات. أحيانا تستدعي الظروف ذلك. كأن أكون معزوماً في حفل عرس، وأضطر بعد معارك شرسة مع زوجتي لارتداء بذلة صيفية. وفي معظم الأحوال فإن تلك الليلة تتحول لليلة نكد علي وعلي زوجتي، وعلي أصحاب العرس أيضا المجانين الذين يقيمون هذا الحفل في تلك الأجواء الساخنة بالرغم وجود المكيفات.

من أجل ذلك فأنا في الصيف أرتدي طوال الوقت الملابس الكاجوال وبأكبر قدر من الاتساع والفضفضة والجيوب الكثيرة بالبنطلون شرط أساسي أيضا. فمتعلقاتى كثيرة. أو أنا أعتقد أنها كثيرة لذا أحرص علي أن يكون للبنطلون جيوب كثيرة وكبيرة فذلك يشعرني بالراحة.

لماذا حكيت عن كل ذلك؟ لأنك سألت عما أحب في المرأة؟ أحب فيها ما أحبه لنفسي وأتفهم مبرراتها في الملبس. أعشق الشياكة والأناقة للمرأة لكن بدون تكلف أو تذويق مبالغ فيه. في الغالب المرأة التي تضع أطنانا من الألوان فوق وجهها لا تثيرني ولا أهتم بها. وكلما نظرت إليها أتذكر منظر البلياتشو بالسيرك. أحب المرأة حين تساير " الموضة " وتهتم بخطوط وانسياب ملابسها وألوانها وما يتوافق مع طبيعتها وطبيعة جسمها. المهم ألا يكون هناك تكلف أو مبالغة. وبنفس القدر تعجبني المرأة التي ترتدي الكاجوال أيضا. وهناك كثيرات منهن يكون حضورهن أرقي وأجمل بالجينز والتي شيرت مثلا .

ومع كل ذلك تأسرني شخصية المرأة وحضورها أكثر من ملابسها وبارفاتاتها . فبعد أن أمتص صدمة البارفان والملابس الجميلة، أنتظر منها ماذا ستقول وكيف ستعبر عن نفسها. وإلا فالإستذان يكون واجبا وتلك واحدة من حكم صديق لي.