الاثنين، أبريل ٢٦، ٢٠١٠

6- أيام طويلة ...

..
مساء نفس اليوم ...
شعرت بأصابع تنغرز في ظهري وهم يحاولون مساعدتي للقيام والدخول لسيارة شقيقي لنقلي لمكان آخر. تأوهت من شدة الألم وطلبت بصوت ضعيف من أخي أن يستخدم كف يده وليس أصابعه. كان جسدي أشبه "بالدمل الكبير" الذي يحيط به الألم من كل الاتجاهات. فضلت الرقاد فوق الأريكة الخلفية للسيارة ووضعت ذراعي تحت رأسي وغرقت في نوم عميق. كنت أفيق للحظات قصيرة كلما اهتزت السيارة حين كانت تعبر مطباً أو حفرة بأسفلت الشارع. أتذكر أنني أفقت مرة أخري علي صوت مزعج لآلة تنبيه سيارة مجاورة. تصنعت القوة وحدثت شقيقي أن "يركن" بجوار تلك السيارة ويتركني أؤدب سائقها لقلة أدبه وعدم تحضره. "هاوريه بس سيبني عليه.!!". كنت أحاول تصنع القوة والمرح تخفيفاً عني وعن زوجتي وأخوتي. لم أنتظر أي تعليق، ومع سماعي لضحكات الجالس بجوار أخي بالمقعد الأمامي غرقت في النوم، ولم أفق إلا بعد فترة كانت كافية لوضعي فوق سرير الفحص بالمستشفي الجديد، ثم سحبي أو جري أو نقلي أو حملي لعمل أشعة للصدر والعودة ثانية لسرير الفحص الجلدي البارد. أخبرتني زوجتي بأننا في انتظار الأشعة والتي ستحدد إذا كنت سأخرج أم سأبقي للعلاج بالمستشفي. لم أتذكر أي شيء. ولم أسأل كيف وصلنا، وكيف فحصني الأطباء ، وكيف أخذوني لعمل تلك الأشعة. كان هناك مجموعة من الأطباء الشباب، بهم الكثير من الطبيبات. انشغلت زوجتي في الحديث مع إحداهن وعادت إلي لتخبرني قبل أن أعاود النوم. كنت أشعر ببرودة شديدة وأنا أكور جسدي طمعاً في الإحساس ببعض الدفء. لم أفهم من كلامها سوي القليل بينما كانت عيون الأطباء تلاحقني وهم يتحدثون فيما بينهم. رجوت زوجتي أن تغطي جسدي بالعباءة الشتوية - التي كانت بصحبتي - وأن يقرروا بعيداً عني مايرونه صالحاً. ومع شعوري بالدفء يتسلل لأطرافي غرقت ثانية في نوم عميق لم أفق منه إلا وأنا بغرفتي الجديدة بالمستشفي وحيداً إلا من نظرات حزينة ومركزة تلاحقني من رفيقي بالغرفة الممدد بجواري فوق سريره.

..