الأحد، يناير ٢٥، ٢٠٠٩

المرأة والرجل والبترودولار ...

لا مفر من الاعتراف أن هناك ردة دينية غبية وعمياء، أصابت العقول والقلوب. وفي الحقيقة تلك الردة ركزت بشكل مباشر وقوي علي المرأة وعلاقتها بالرجل . نحن دولة فقيرة من ناحية الثروة والموارد، والمرأة في مصر تعتمد بشكل كلي تقريبا علي الرجل في كل شيء حتى إذا كانت تعمل.

ونحن في مصر نتساءل – ولنا الحق – كيف تعوم الصحراء علي جانبي مصر فوق بحور من النفط ( السعودية وليبيا ) ثم تنضب وتجف تلك البحور - كما يقولون - فور وصولها للحدود المصرية. نفعل المستحيل في مصر لنجد بضعة قطرات من هذا النفط هي بالكاد كافية لأن نصدر بضعة براميل منه لنحصل علي القليل من المال الذي لا يكفي – مع الموارد الأخرى – في تغطية احتياجات الناس.

أنا واحد من الناس أؤمن أن الفقر ليس بقدر مصر، وأنه نتيجة لأسباب كثيرة – أهمها يعود إلينا كمصريين – والآخر هو بتدبير وبفعل فاعل. الغريب في تلك النقطة هي أنه إذا كانت قوي الشر قد تحالفت بغباء وحماقة - ولا تزال - علي مصر كي يصل بها الحال لحد الفقر المهين، وتناست أنه يمكن لمصر أن يكون لها دور فاعل إذا ما ملكت أقدارها وعرف شعبها طريق الكفاية والشبع. وعلي الجانب الآخر أستغل دعاة الردة الدينية – تلك الحالة المخزية من الفقر وما يخلفه من جهل وتعصب أعمي – في كسب مزيد من الأتباع والمريدين والمفكرين والساسة.

وكما أكتب دائما وأذكر باستمرار أن الأموال المعبقة برائحة ( الجاز أو النفط ) والقادمة إلينا عبر الصحراء لها مفعول السحر في ذلك الأمر. والنتيجة هي ما نسميه ردة دينية، أو حالة التخلف المذرية التي نحياها، وثقافة الجهل الواردة إلينا، والفهم الغبي للدين والمعاملات. وأولها العلاقة مع المرأة.

المرأة في فكرهم ويقينهم هي مجرد وعاء للجنس، يمارس فيه الرجل حقه في أي وقت يشاء، دون أن يفهم أو دون أن يعلموه أن للمرأة أيضا الحق في المشاركة، والتمتع فضلا عن القبول والرفض. ليس هذا بضمن حقوق المرأة كمخلوق. فهم لا يؤمنون أنها تساوي الرجل في تلك الأمور من الناحية البيولوجية والنفسية والعاطفية. بل الأدهي أن الكثير من الرجال يعتبرون المرأة التي تسعي للتمتع الجنسي مع زوجها هي داعرة وتستحق العقاب. وكم من مهازل تحدث بسبب ذلك .

أعجبني تعليق شابة - في حوار بأحد المنتديات - تقول فيه: "ويمكن ده يكون سبب رئيسى لعدم شعور الطرفين بالرضا. لان لما الست بارادتها تهمش كل مشاعرها وافكارها فكأن الراجل بيمارس الجنس مع نفسه فى المرايه".
كما يردد الشباب هذه الأيام مقولة غبية مفادها أنه "لا يمكن للشاب الزواج من فتاة قبلت الخروج معه".!! الخروج وليس تبادل القبلات أو وممارسة الجنس. مع أن كل ذلك يحدث والنتيجة واحدة: هن داعرات وعلي الشاب أن يبحث عن زوجة لم تخرج معه. ويتناسى أنها قد تكون خرجت مع غيره. أرأيت إلي أي حد من الحماقة والغباء في تقدير وفهم الأمور قد وصلنا إليه؟!!

لو كانت المرأة تملك أقدارها. لو كانت علي قدر من الثقافة والتعليم يتيح لها احترام من حولها لها. لو كانت لديها الوسيلة أن تعمل وتنتج، ويكون لها الدخل الخاص بها لأن تقرر ماهو الأصلح لحياتها، وضمن ذلك حقها في أي الرجال تختار شريكا لها. كيف يمكن أن يتأتى كل ذلك في ظل حالة الفقر والتدهور والبطالة، ومسخ الشخصية المقنن والمخطط له، بفعل التأثير القوي لأموال النفط والمعبقة والمعبقة برائحة (الجاز)، والمغلفة بوصايا الدين وأحكامه كما يرونها هم أهل التقوى واللحى والسروال وطاعة المرأة لزوجها كعبدة له.
.
هل لنا أن تتخيل بعد كل ذلك ماذا يقولون عن هدي شعراوي.؟!! يتهمونها أنها كانت مريضة ومتمردة وشاذة في تفكيرها، وأن عقدتها من الرجال بسبب زواجها من رجل كان بعمر والدها هو السبب في أنها مرضت وأصابتها كل تلك الأعراض الخبيثة. ولأنها تمردت وخرجت عن حكم الشرع فقد أصبحت زعيمة ورائدة !!
.

الثلاثاء، يناير ٢٠، ٢٠٠٩

مصر أم الدنيا ..

.
.
مصر أم الدنيا .. تعبير يستهوينا أن نطلقه - نحن المصريون - علي بلدنا بسبب أو بدون سبب، أو كما نقول في مصر عمال علي بطال . أوقات كثيرة أشعر بالخجل أن نظل نردد مثل تلك المقولة دون أن يكون هناك سند حقيقي لها. مصر بلد جميل ورائع ويستحق منا مزيد من الحب والتقدير والفهم والعمل، لكن مثل تلك المقولة لها مساوئ عديدة، ولها وجهها الآخر المظلم والكئيب الذي قد يدفعنا دفعا للإصابة بالإكتئاب، والحزن لما وصل إليه حال مصر في العصر الحديث خلافا لما تحمله لتلك المقولة من معان.

لا أدري ما هو سر تلك المقولة ؟! هل هو الموقع الجغرافي المميز لمصر ؟! في الحقيقة ما من دولة إلا وتتباهي بموقعها الجغرافي المميز، والخطير والذي يتوسط الدول والقارات … الخ ما يتردد في مثل تلك الأمور. ليبيا تدعي ذلك ولديها من الأدلة والبراهين الكثير. المغرب والجزائر وسوريا ولبنان والسعودية والصومال وحتى مدغشقر والكويت والبحرين وساحل العاج وجزر البهاما …. الخ . الجميع لديهم نفس الحس والشعور بأهمية وخطورة موقع بلادهم الجغرافي، والتي ستقوم الدنيا ولن تقعد إذا مس هذا الموقع أي ادعاء بغير ذلك. والحقيقة أن كل ذلك من باب الدجل والضحك علي الذقون والعقول. فنسبية أهمية الموقع الجغرافي تلاشت الآن بعدما أصبح العالم بأجمعه أشبه بالقرية الصغيرة، وتستطيع أن تتنقل من هنا لهناك خلال ساعات قليلة. وستقصر المدة بالتأكيد مع التقدم العلمي وتطور وسائل الانتقالات.

أستطيع أن أفهم أنه لكل موقع جغرافي ميزة نسبية ما، تختلف تلك الميزة في اعتبارات كثيرة عما يتمتع به موقع آخر يملك ميزة خاصة به أو حتى يملك نفس الميزة. مثل هذا التفسير يصدقه ويقتنع به العقل ويتيح قدرا من الفهم السوي الذي يؤهلنا لقبول أننا نتكامل في المزايا ولا نتصارع حول أهميتها. علي كل هذا موضوع آخر !!!

هل هو التاريخ الضارب في عمق الزمن.؟! ربما نعم، وتحديدا هذا السبب، فهو مقنع لحد كبير. فتاريخ مصر ( القديم ) يعود لآلاف السنين حتى أن هيرودوت يقول في أحد جمله الجميلة والمعبرة: " الكون يهاب الزمن، والزمن يهاب الأهرامات. " وإذا كانت الأهرامات ترمز إلي - وتعني ضمن ما تعنيه - مصر، فبالتأكيد يمكننا أن نقول تلك الجملة علي النحو التالي: " الكون يهاب الزمن، والزمن يهاب مصر " هكذا افهم المعني المضاف لمقولة هيرودوت.

ذلك شئ طيب وجميل غير انه لابد لنا من الاعتراف بأن هناك حضارات قد سبقت الحضارة المصرية ربما بآلاف السنين. حضارة وادي الرافدين مثلا هي بعمر الزمن أعمق من الحضارة المصرية. كما أن ( حضارة وأهرامات الأنكا ) تعد حضارة أقدم أيضا بأمريكا اللاتينية.

من أين جاءت تلك التسمية إذن ؟
اعتقد أن انبهار الدارسين (للمصريات) هو أحد أسباب ظهور تلك التسمية. ففي الوقت الذي كان الظلام يخيم علي الكرة الأرضية بجميع دولها وسكانها. وهو ظلام بمعناه العميق، ظلام للروح والفكر، حيث كان القتال بين القبائل وبين الأفراد من أجل اصطياد فريسة أو حتى امرأة، هو الوسيلة الوحيدة لضمان استمرار العيش، وتلي ذلك القتال من أجل حقوق الرعي، وما تبع ذلك من تطور للنشاط الإنساني.

كانت مصر استثناء من كل ذلك ، فعبر تاريخها الفرعوني القديم وبتأثير النيل كشريان للحياة، ولعله الشريان الوحيد للحياة لمصر حتى الآن عرفت مصر الاستقرار في الحياة وتمثل ذلك بأسلوب إنتاج مميز وهو الزراعة. ذلك الأسلوب في الإنتاج أعطي خصوصية الاستقرار والدعة للمصريين. كما ظهرت بها الدولة ومؤسساتها سواء كانت دينية أو مدنية. وهي من أول الدول التي عرفت ووضعت أسس الري والبناء والطب والهندسة والدين أيضا .. الخ. كانت حضارة عظيمة رغم أنها عنيت لحد التأليه للحاكم (الإله). لكن هذا لا ينفي خصوصية الفرد المصري أو المواطن المصري وما تمتع به من حقوق في ظل حكم أولئك الآلهة، وأيضا ما رسم له بدقة من واجبات يناط تكليفه بها. بمعني أكثر تحديدا كان هناك وبجوار الاستقرار الذي - فرضته الزراعة كأسلوب إنتاج - نوع من دقة النظام والإدارة.

لي صديقة ألمانية (كاتبة وشاعرة) فاجأتني ذات مرة بالقول: أنها تشك بإصابتها بهذا الفيروس المسمي عشق مصر، وأعلم أنها (حالة) موجودة مع الكثير من الأجانب رغم الفارق الكبير معهم في مستويات الدخل والحضارة والثقافة. ومنذ مدة ليست بالبعيدة قرأت كتابا مترجما عن الفرنسية أسمه (مصر ولع فرنسي)، والكتاب جميل ويتحدث عن أمور كثيرة ولماذا مصر دائما ولع ووله فرنسي.؟! وهو لا يحاول خلط الأمور بل يسعى لإعطاء تفسيرات تتداخل فيها السياسة بالاجتماع بالتاريخ بالثقافة. وبالتأكيد هم لهم أسبابهم في هذا الافتنان وهذا العشق لمصر، والذي أستطيع أن أوجزه بأهمية وجود تأثير مادي ومعنوي للثقافة الفرنسية وعدم ترك الحقل بأكمله ترعي فيه الثقافة الإنجليزية ثم الأمريكية بطبيعة الحال.

كل هذا رائع وجميل ويدعونا – نحن المصريين - للشعور بنوع من الخدر اللذيذ، وبنوع من التباهي الأحمق في بعض الأوقات. وربما وقوعنا دائما في حيرة من أمرنا لحد التشوش والتخبط بين ماكنا عليه وما أصبحنا فيه. فتجد منا من يصرخ في غضب وأسي ومرارة: مصر أم الدنيا. الحقيقة التي لا جدال فيها أن مصر كانت أم الدنيا، أما الآن فنحن شئ آخر.

لنعد لمصر وتفسيري لتلك المقدمة الطويلة . ما أود قوله سألخصه بتلك الحكاية التي حدثت فعلا معي: كنت في زيارة أحد شركات الكمبيوتر، وصاحب تلك الشركة مهندس مصري شاب اختار أن يكون أصوليا تاركا لحيته. وفي أوقات فراغه كان يسجل مذكراته بالجزء الخلفي من دفتر كبير موضوع أمامه لتنظيم العمل بشركته. وكان تبدو عليه علامات الحيطة أن يري أحد تلك الكتابات. غير أنه في أحد المرات - وبعد أن تناقشنا في كثير من الأمور، ويبدو انه استراح لي - عرض علي ذلك الدفتر لأقرأه وأقول له رأيي. وجدته بأحد الصفحات يرسم نعشا وتحته يكتب بيت الشعر الشائع: كل ابن أنثي وإن طالت …. الخ. ثم كتب كثيرا عن الموت وعذاب القبر، وما ينبغي علينا عمله قبل الموت، وأعطي لنفسه الحق أن يتخيل نفسه واقفا أمام الجموع يعظهم ويهديهم. وفي صفحة أخري كتب عن همومه ومشاكله وعدم فهم الآخرين له، خاصة أخوه الأصغر الذي يعمل معه وكان علي خلاف معه في كل شيء بدءً من عدم وجود لحية له إلي نوع ملبسه. كان يراقبني في اهتمام بالغ، وينتظرني وهو علي أحر من الجمر لأقول له رأيي فيما قرأت. وحين انتهيت تنهد وسألني وهو يبتسم: إيه رأيك ؟ نظرت إليه ببلاهة ،وبالتأكيد كان فمي مفتوحا وعلامات الغباء والبله ترتسمان علي وجهي، غير أنني صارعت نفسي ووضعت ابتسامة بلهاء فوق وجهي وأنا أردد: عظيم. حلو. هايل. بس ايه الموضوع؟!!

من الواضح انه اكتفي بهذا التعليق. ويبدو لي انه فهم من كلامي وتأكد لديه بما لا يقبل الشك أن موقفه سليم وفكره رائع وكتاباته أكثر روعة مع انه لا يجيد – حتى - الرسم . وسرعان ما فاجأني بسؤال غريب ولم أكن أتوقعه: أتستطيع أن تقول لي من نحن؟! من أنا؟! ثم أعقبه بسؤال آخر: أيهما أهم ويجب أن أبدأ به، الذهاب لنصرة أخواني في حماس أو أفغانستان أو الشيشان أو أن أمد يد العون لجاري المسيحي إذا ما احتاجني في مساعدة .

وبقدر ما يتسم به السؤال من بساطة بقدر ما أشعر أن هذا السؤال هو مربط الفرس كما نقول، وأن معظم الأدمغة قد امتلأت بإجابات مغلوطة ومشوهة لهذا السؤال الهام. بالتأكيد انفكت عقدة لساني معه، ورحت أتحدث عن تاريخنا وأصولنا العرقية. وبإيجاز شديد قلت له: نحن مصريون سواء كنا مسلمين أو مسيحيين. ويكفي العرب ويكفينا فخرا أننا أخذنا منهم اللغة والدين. لكن هذا لا يجب أن يكون مبررا للخلط بين أصولنا المصرية وأصولهم العربية التي يتباهون بها لحد الهوس والحماقة، دون أن يشرفهم أن ننتمي إليهم في العرق. وهذا سبب كاف أن لا يشرفنا أن ننتمي لهم في تلك الجزئية فضلا عن صدقها. وبهذا التفسير فنجدة الجار المسيحي هي أولي وأجدر من ذهابك حيث تجاهد.

شعرت أنه أصيب بخيبة أمل وتوتر، فهو في النهاية إنسان متعلم وجامعي، ويستطيع أن يفهم الحقائق إذا ما وضعت أمامه بالشكل السليم. انتهت المناقشة بأن قال لي في حزن لا يستطيع إخفائه: إذن أنا لست عربيا. أنا مصري مسلم. قلت له مع كامل أسفى تلك هي الحقيقة التي أراها.
.
.

الاثنين، يناير ١٩، ٢٠٠٩

1 - الحرية والمرأة ....

.
لا أعتقد انه يجب علينا نقسم الحرية إلي أجزاء فنقول هذه حرية للرجل وتلك حرية للمرأة. لن تكون قسمة عادلة ولن نرضي لا الرجل ولا المرأة، ولن نصل إلا لنوع من مسخ الحرية للحد التي تصبح فيه شئ آخر لا ينبغي أن نسميه بالحرية. الحرية كل لا يتجزأ. وكما هي مطلب هام وثمين للرجل فهي كذلك للمرأة.
قد يحدث نوع من التعارض وعدم الفهم والخلط بين واجبات الرجل وواجبات المرأة وكل هذا ليس له علاقة بإطار الحرية الرحب الذي يجب أن يحيط بكل من الرجل والمرأة. حتى أنه يخفف من حدة عدم الفهم والخلط والتعارض. ويحل محل كل ذلك قبول الرجل للمرأة كمخلوق مساو له تماما ومشارك له بنفس الحصة، وربما أزيد في أحيان كثيرة في رحلة الحياة وتحمل مصاعبها والتمتع بها وتعمير الأرض.
إذن حرية المرأة كما أراها هي نفس حرية الرجل التي ينشدها. وكما أقول دائما فكل ما يقيد الحرية هو من صناعة الرجل، ما دامت دانت له القدرة علي التحكم وصنع القرار بما في ذلك قراره بتلويث العقول والأفكار خلافا للفهم السليم والصحي والسوي لصحيح الدين.

ثمة سؤال أطرحه علي نفسي : هل كان بغير تلك الردة الدينية وما شكلته من هجوم وتطرف غبي أن يدين لهم المجتمع بهذا الولاء السخيف وتلك الطاعة العمياء.؟! هل كان بإمكانهم وبدون تلك الردة القدرة علي وأد حرية المرأة وأيضا الرجل.؟ كان تركيزهم - ولا يزال - أشد علي المرأة وقتل كل شعور لديها بالتساوي، أو حتى التكامل مع الرجل، وفصل جنسها عن جنس الرجل باعتباره هيكلا للرزيلة ودافعا لممارستها.

والمؤكد أن الثقافة المصاحبة لتلك الردة هي ثقافة متخلفة، وكما أنوه دائما بأنها ثقافة الصحراء وتشددها الغبي والأعمى والجاهل، وهي بكل المقاييس لا تعبر عن ثقافة البلدان التي زرعت بها تلك الثقافة وهذا الفهم الغبي للدين. تحدثت كثيرا وسأتحدث دون ملل عن تأثير الأموال المعبقة برائحة الجاز، والملوثة بفهم الصحراء المتخلف للحياة والدين والحرية والمرأة والرجل. وكله لا يمت لنا بصلة ولا إلي ثقافتنا، ولا إلي فهمنا المبني علي اعتبارات تاريخية وجغرافية كثيرة، فضلاً عن الموروثات الحضارية الرائعة وأيضاً الدينية.
.
أيجب إلغاء كل تلك المؤثرات، والتي أخذت بيد الشخصية المصرية لتكسبها قيماً عظيمة من التسامح والإخاء وحب المعرفة والتطلع إلي التواصل وقبول الآخر، بل والاندماج والتعايش معه لحد الانصهار في البوتقة المصرية. هل يجب إلغاء وتدمير كل ذلك إرضاء لفهم متشدد وغبي، يأتي من أهل الصحراء وما يحملون في جعبتهم من مذهب شاذ وتصرفات أكثر شذوذاً.؟ حتى مع قبولنا بالدين الإسلامي واللغة العربية.؟!! ألم يكن من الأصح والأسلم والأصلح لنا أن تظل لنا خصوصيتنا المميزة كمصريين؟!.

لكل ذلك فلا غرابة أن يفرضوا الحجاب علي المرأة. أليس في ذلك إهانة للمرأة ومحاولة متعمدة لمسخ شخصيتها. لماذا ؟ ليؤمنوا شرها وليؤمنوا ولائها بل خضوعها التام لسطوة فكرهم. المرأة يجب أن تكون دوما مخلوقا خانعا وخائفا وذليلا لضمان سطوة تفكيرهم المريض علي مقاليد الأمور. وياليتهم برعوا في شيء أكثر من ذلك.!

المرأة بكل تلك الحسابات لم تعد سوي أسيرة بالمعني الفعلي للكلمة كأولئك النساء الأسري (الكفرة) لدي طالبان.! فحتى الآن هناك نساء لا يمكنهم مغادرة منازلهم إلا للحالات الطارئة وبشرط أن يتم ذلك ليلا وفي الظلمة وحتى ضوء القمر لا يفيد في تلك المهام.!

حدثني أحد الرجال الذي يسكن الواحات ويعمل مرشدا سياحيا بما هو أقسي وأمر من كل ذلك. ضمن ما قاله أن المرأة ( ويعني زوجته ) لا تستمع بالجنس وأن الجنس بالنسبة لها هو واجب عليها أن تؤديه إرضاء للرجل حتى لو كانت نائمة، فكل ما عليه أن يباعد بين ساقيها ليؤدي مهمته. أو أن تفعل هي نفس الشئ بمجرد شعورها بمقدمه حتى ينهي الرجل عمله لتعاود النوم ثانية !!
وحين سألته ولماذا كل ذلك؟ ولماذا لا تستمتع المرأة أيضا؟!! أجابني ضاحكا بسبب الختان. وعلي كل فذلك أفضل لها.!
.
الحجاب نوع آخر من الختان وهو ضمن الوسائل التي ابتدعوها لنفي المرأة عن جنسها وكيانها وإحساسها بأنوثتها. وأعترف أنهم نجحوا في ذلك لحد بعيد، بحيث أصبحت المرأة الآن كائنا مهمشا ومسخا لا يعرف حقوقه ولا تشعر بأنوثتها حتى أنها تكون أول المهللين والمصفقين والمؤيدين لهم.

حاولت أن أجد ما يفيد أن الله قد شرع ملبسا شرعيا للمرأة. فلم أجد، الله لم يشرع ذلك للرجل ولا للمرأة أيضا. ولو شرع الله ملبسا للرجل لشرع ذلك أيضا للمرأة لكنه لم يفعل.
يتردد حاليا سؤال بين العامة وأري أنه يتوجب علينا التصدي له: هل يعني الحجاب عفة المرأة أو دليلا عليها.؟ وبالتأكيد إجابتي ستكون بلا. لأن ذلك ببساطة يجر للأذهان وللفهم أن عدم التحجب يعني عدم العفة.

أنظركيف يعامل الشاب العربي أي سيدة أو فتاة غير محجبة أو عند سفره للخارج. الخطوة الأولي يبدأ التعامل معها باعتبارها بغي أو داعرة لأن هذا هو ما بداخله وما تربي عليه. وأنها ما دامت غير محجبة فهي غير عفيفة والخطوة الثانية معلومة بطبيعة الحال.
.
هي إذن مجرد أقاويل وترهات زرعوها بذهن الرجل والمرأة. والمصيبة أنها صارت تشكل ثقافة للمجتمع وتسربت لوجدان المرأة والرجل فأصبح الحجاب رمزا للدين والطهارة والعفة وعدا ذلك فهو النقيض تماما.

ولعلنا بحاجة إلي وقفة مع ارتداء الفنانات للحجاب. رأيي الشخصي أن الفنانة حرة أن ترتدي ما شاءت. سواء ارتدت الحجاب أو البكيني فذلك في تقديري يعود لحريتها الشخصية وقرارها وتقديرها للأمور، ضمن ذلك استمرارها بالعمل في مجال الفن أو اعتزالها. المهم أن ذلك ليس بمبرر كاف أو مقنع أو منطقي أن تتحول بين ليلة وأخري إلي داعية وتتقمص شخصية رابعة العدوية.

ذلك شيء لا أحترمه في أي فنانة تدعي ذلك، وأشعر أنها لا تزال (تمثل) لكنها في هذه المرة تلعب دورا ليس بحجمها، وأنها تبالغ في تأديتها لهذا الدور. مع أنني لا أخلط كل تلك الأمور بعملها. فلا يمكن أن أتهم شمس البارودي بالانحلال والتبرج لأنها لعبت أدوارا لفتيات ليل فذلك موضوع آخر وتقييمه يخضع بالأساس لإعتبارات فنية تتعلق بالدور الذي لعبته تلك الفنانة أو غيرها. وأعتقد أن أحد مقاييس نجاح الفنان قدرته علي تقمص الشخصية، فإذا نجحت فنانة أن تعطينا الإحساس بأنها مثلت بإجادة شخصية (المومس)، فليس لنا أن نتغابى مثل بعضهم ونشن عليها حربا ونرفع عليها قضايا (الحسبة) من أجل ذلك الأمر متهمين إياها بالابتذال والدعارة.

المسألة الهامة هي أن الفنانة ينبغي عليها فهم ذلك. وهي بالتأكيد تفهمه، فليس هناك من مبرر أن تتنكر وتخجل من عملها في مجال الفن أو من أدوار بعينها قد لعبتها لبعض الأفلام أو تتنصل من تاريخها الفني لنفس السبب. من أجل ذلك فأنا أحب وأقدر بل وأعشق صوت الفنانة الراحلة (الحاجة هدي سلطان)، لماذا لأنها كانت – رحمها الله – واعية وفاهمة لكل ذلك. قالت في أحد المقابلات التلفزيونية معها بأنه ليس هناك ما يشعرها بالخجل من عملها سواء في الماضي أو حتى بعد أن ارتدت الحجاب. الله يرحمها.
.
.

الخميس، يناير ١٥، ٢٠٠٩

ثانية، تجارة الرقيق الأبيض بأوربا..

تلقيت مقال آخر من الصديقة النمساوية أيرين باير. والمقال يتحدث عن موضوع هام وهو تجارة الرقيق العصرية بأوربا. وسبق أن قمت بترجمة موضوع كتبته السيدة أيرين ويحمل عنوان: عاشقة السيدة العجوز.

ثانية، تجارة الرقيق الأبيض بأوربا..
تتحدث وسائل الإعلام وعبر برامج متكاملة عن موضوع يبدو أنه لن ينتهي . وأعني إجبار الفتيات علي ممارسة البغاء والدعارة بالقوة . لا أدري هل سمعت عن مثل هذا الموضوع قبل ذلك ، وهل ذلك أمر شائع أيضا بمصر.!!
الطريقة معروفة فهم يحضرون الفتيات "الصغيرات والجميلات" من جميع أنحاء العالم للنمسا، تحت وعود بحياة أفضل والحصول علي عمل جيد . ويتم سجنهم في الشقق القديمة الرطبة تمهيدا لتجهيزهم لعملهم المرتقب البغاء والدعارة.
.
إنها تجارة رقيق عصرية ، وتعتبره المافيا التي تديره" عمل "أو" "برنس" فعائده يقدر بالملايين. وتقدر الإحصائيات عدد الرجال بخمسة عشر ألف رجل يتعاملون مع "المومسات" كل ليلة يوميا بفيينا وحدها. ويستطيع أي رجل ولقاء مبلغ زهيد لايتعدي العشرين يورو ممارسة أحد أشكال الجنس مع واحدة من أولئك الفتيات بأحد الأماكن الحقيرة وحتى بالحدائق العامة وخلف الأشجار.!!
.
والموضة الشائعة الآن عند الرجال هو ممارسة الجنس مع البنات السود صغار السن اللاتي يتم إحضارهن من نيجيريا. بالأمس شاهدت تقريرا عن نفس الموضوع بمنطقة الخليج وما يحدث هناك وهو مشابه لما يحدث هنا. في الحقيقة ما يحدث هنا أو بالخليج يحدث بأماكن كثيرة في جميع أنحاء لعالم. وتأتي المشاكل عادة من الرجال المفرطين في شهواتهم خاصة المرضي منهم من جراء ممارسة الجنس بالقوة وبطرق قذرة مع أولئك المومسات الجدد. إنهم يتمتعون بوضعهن في مرتبة أدني وحقيرة وإشعارهن بالإذلال والدناءة .
.
ألا تتفق معي أننا بحاجة لمزيد من المعلومات والتقصي عن كل ذلك !! معلومات عن الأسرة وطرق التربية وأيضا معلومات عن المجتمع الذي يسمح بكل ذلك. وتقدم شبكة المعلومات الوجه الآخر ، "هناك العديد من النساء والبنات" الذين يقدمون أجسادهن لمتعة الرجل بالاستمناء طالما ليست لديه فرصة أخري للحصول علي تلك المتعة. ومع التسليم بعدم أخلاقية مثل تلك الممارسات إلا أننا نسلم أيضا بعدم وجود ضغط من أي نوع يقع علي فتيات الشبكة ..في الواقع يختلف الأمر خاصة في أوربا.

ويبدو أن سهولة الحصول علي امرأة وممارسة الجنس معها وبطريقة تشعرها بالإذلال والمهانة والحط من شأنها يزيد من سعار شهواتهم ويجعلهم يريدون المزيد من أولئك النساء. أنهم يريدون لحم حقيقي وحي ، فيبدأون بالبحث ليس عن أية داعرة أو مومس، بل يبحثون تحديدا عن أولئك القادمات والذين يقبلون بشكل طوعي أن يمارس الجنس معهم بطرق قذرة ومبتذلة.

وأستطيع أن أقرر أن النساء الذين يعملون كموديلات عروض جنسية علي شبكة المعلومات هن المسئولات عن الكثير من المشاكل والألم الذي يقع علي باقي الفتيات. لأنهن ببساطة يشجعن الرجال الشهوانيين علي زيادة شهواتهم والتمتع " بأصناف " عديدة " و"ألوان مختلفة من النساء" و"بطرق مريضة وشاذة".

وكمجرد نماذج وليس مهما هنا أسماء البنات : فتاة من نيجيريا 18 سنة . أخري 19 سنة من رومانيا . أخري 20 سنه من أوكرانيا. إنهن مجرد ثلاثة نماذج من آلاف الفتيات صغار السن الذين يتشوقون لحياة أفضل. هن جميلات بالطبع ولا توجد فرص حقيقية – في بلادهن – لحياة أفضل. ويبدو أن أقدارهن رسمت هكذا ، وستتحدد بشكل مفصل علي أيدي الرجال الشهوانيين.

الشهوة موجودة منذ بدء الخليقة وستظل موجودة لا شك في ذلك . لكن الصياد يريد دائما فريسة طازجة، لحم حي وصغير السن. ويجئ الوجه الآخر من العملة بلعبة الفريسة والصياد . كيف تغري النساء الرجال بما فيهم الشهوانيين؟!! وهذا أيضا ضمن ما تعلمته النساء عبر تاريخ طويل من التعامل مع الرجل. ولأنه ليس لدينا محرمات تحكم أفعالنا فأننا نعرض، ونسمح للرجال برؤية كل شئ من أجسادنا. وحتى حين يشعر الصياد الشهواني بكبر السن وأنه صار عجوزا، فهو لا يجد ضالته مع امرأة من نفس سنه ولا يشعر بالاكتفاء منها. فهو لا يزال يريد اللحم صغير السن. ولم لا فاللحم الطازج الصغير متوفر وبوفرة. ورغم أنه سيأتي يوم علي اللحم الطازج والصغير فيصبح عجوزا ومترهلا هو الآخر. كل ذلك لا يهم فالحل عند الصياد موجود. سيلقي بذلك اللحم العجوز بعيدا عن طريقه ويواصل مسعاه.!!
لعبة قديمة ومرعبة.! الكل تحالف علي إلغاء ونسيان أن لجسد المرأة كرامة وحرمة. أي كوكب هذا نعيش فوقه وأي حياة نحياها.؟! كيف أصبحنا مرضي لهذا الحد.؟! لا شئ قد تغير للأحسن، فلازال يعشش بداخلنا ذلك الحيوان البري والهمجي.
كلي أمل أنك تستطيع أن تثير وتناقش هذا الموضوع مع أصدقائك وقرائك.
.
ايرين باير
فيينا 1/06/2008
.

الاثنين، يناير ٠٥، ٢٠٠٩

القيمة الاستهلاكية لأغاني اليوم.!!


وسؤال حول القيمة الاستهلاكية للأغنية؟ لماذا نغضب نحن أهل وأحباب الزمن الجميل من الأغاني السائدة، وهناك الملايين من عشاق تلك الأغاني والذين يدفعون نقودهم من أجل تلك الأغاني قبل أن يرددوها.
الغناء والطرب أيضا بحاجة للتمويل. وكما قال مدحت صالح مرة: من أن هناك الكثير من أغانيه موجهة خصيصا لمن يدفع.!! وهي وجهة نظر لا أدري أين ستصل بنا. هل يمكن تشبيه استهلاك الأغنية بما يفعلونه في الغرب بعد الانتهاء من قراءة كتاب قيم.؟! بإلقائه في أقرب صندوق قمامة.!!
هل أصبحت الموسيقي والأغنية تحديدا أشبه بسندوتش الهمبرجر أو حسب مايقول التعبير (كل واجري) أو بالأحري (اجري وكل ).

أسئلة كثيرة يمكن أن تثار حول أغاني اليوم، ولعل التواصل بين الأجيال هو صمام الأمن لكل ذلك. يجب ألا تنسي أنه علي أيامنا ومع صعود نجم عبد الحليم، كان آباؤنا يعيبون علينا الاستماع لهكذا أغان. وكانوا يرون أنه ينقصها الكثير من الأدب، والكثير من الاحترام. وينقصها أيضا الكثير من الطرب.!!
بكل الود.
.
القاهرة. 18/11/2007

كيف تولد ألحان الأغاني.


من الأمور التي تبهرني الاستماع إلي لحن جميل سواء كان لحن أغنية أو مجرد قطعة موسيقية. أنبهر وأتساءل : كيف يجئ الملحن بكل تلك التركيبات الموسيقية الجميلة؟ أو بمعني أكثر تحديدا كيف تجئ عملية الخلق أو الولادة لذلك الجمال.
منذ مدة طويلة كان هناك مسلسل تلفزيوني أسمه "الضوء الشارد" تتبعت هذا المسلسل منذ بدء موسيقي التتر وحتى موسيقي النهاية . واعتبرته أحد الأعمال الدرامية الناجحة، والتي أبدع فيها جميع العاملين به خاصة ممدوح عبد العليم في تقمصه لشخصية رفيع بك. المهم اعتقدت أنني ربما أكون الوحيد المبهور بموسيقي التتر حتى فوجئت بفرقة موسيقية كاملة (أركسترا) تعزفه كأحد المقطوعات الجميلة بأحد الحفلات. اللحن في حد ذاته بسيط ويتم علي شكل حوار بين آلة شعبية وتحديدا صعيدية (الربابة) وبين جميع آلات الأركسترا..

وأتذكر أن عبد الوهاب له رأي في هذا الموضوع: كيف يولد اللحن؟! قال أن الأمر أشبه بالخاطرة التي تجئ له وليس عليه سوي اقتناصها. وكأن الأمر أشبه بالوحي. ويتفق معظم الملحنين علي أن هناك بعض الألحان يأتي "مدخلها" بسرعة كبيرة، بينما هناك ألحان أخري تحتاج ربما لسنين طويلة حتى يأتي المدخل أو الخاطرة أو لحظات المخاض التي تسبق الولادة. طبعا أقصد ولادة اللحن. والأمر بهذا الشكل يجعل كافة عمليات الخلق والإبداع الفني في تساو. الشعر، القصة، المسرحية والنحت ... الخ. المهم كيف تجئ "الفكرة" أو "الإلهام" الذي يجعل الفنان يضع قدمه فوق الخطوة الأولي بعد أن كانت معلقة بين السماء والأرض. التي ما أن تجئ حتى يصبح كل شئ ميسورا وسهلا.

ربما لهذا السبب أحب الاستماع للأغاني بصوت الملحن، حتى لو كان صوته رديئا. والكثير منهم يعترف بذلك، لكني استمع إليه وبداخلي الحس أنه قد أنهي "خلق" نوعا من الجمال وأنه قد "أبدع".
.
يطربني صوت عبد الوهاب وهو يحفظ ألحانه لحليم أو ورده، كما أنبهر بصوت فريد وهو يغني علي العود أحد أغانيه، وأيضا الموجي سواء كان يغني بحفل أو يؤدي بروفة أغنية، وأيضا الشيخ سيد مكاوي. استمعت مرة لملحن عراقي "محمد جواد أموري"، وكان صوته خشنا و"مشروخا" حسب تعبيري. لكنني لا أستطيع أن أنسي كم كان مشجيا وجميلا وممتعا وحافلا أيضا بالصدق.
.
وكمجرد مثال أغنية "اسأل عليه"، الأغنية معروفة ونحبها بصوت ليلي مراد. استمعوا إليها بصوت ملحنها "محمود الشريف" واعتقد أنكم ستجدون الكثير من الفوارق بين أدائه وأداء ليلي مراد لكن أشعر أنكم ستشاركونني حبها أيضاً لصدق الإحساس والتعبيرات المصاحبة لأداء الملحن، كما لو كان اللحن وليد تجربة معاشة له.
.
القاعدة التي تحكم الملحن أنه يأتي باللحن، ويترك مساحة كبيرة من إبداع الأداء لصوت المطرب. وهذا أيضا صحيح ولعل أداء أم كلثوم وحليم وفايزه وورده وقنديل خير أمثلة لذلك. لكن يتبقى سحر أداء الملحن الخالق والمبدع للحن.
.
القاهرة. 18/11/2007
.