الأحد، يناير ٢٥، ٢٠٠٩

المرأة والرجل والبترودولار ...

لا مفر من الاعتراف أن هناك ردة دينية غبية وعمياء، أصابت العقول والقلوب. وفي الحقيقة تلك الردة ركزت بشكل مباشر وقوي علي المرأة وعلاقتها بالرجل . نحن دولة فقيرة من ناحية الثروة والموارد، والمرأة في مصر تعتمد بشكل كلي تقريبا علي الرجل في كل شيء حتى إذا كانت تعمل.

ونحن في مصر نتساءل – ولنا الحق – كيف تعوم الصحراء علي جانبي مصر فوق بحور من النفط ( السعودية وليبيا ) ثم تنضب وتجف تلك البحور - كما يقولون - فور وصولها للحدود المصرية. نفعل المستحيل في مصر لنجد بضعة قطرات من هذا النفط هي بالكاد كافية لأن نصدر بضعة براميل منه لنحصل علي القليل من المال الذي لا يكفي – مع الموارد الأخرى – في تغطية احتياجات الناس.

أنا واحد من الناس أؤمن أن الفقر ليس بقدر مصر، وأنه نتيجة لأسباب كثيرة – أهمها يعود إلينا كمصريين – والآخر هو بتدبير وبفعل فاعل. الغريب في تلك النقطة هي أنه إذا كانت قوي الشر قد تحالفت بغباء وحماقة - ولا تزال - علي مصر كي يصل بها الحال لحد الفقر المهين، وتناست أنه يمكن لمصر أن يكون لها دور فاعل إذا ما ملكت أقدارها وعرف شعبها طريق الكفاية والشبع. وعلي الجانب الآخر أستغل دعاة الردة الدينية – تلك الحالة المخزية من الفقر وما يخلفه من جهل وتعصب أعمي – في كسب مزيد من الأتباع والمريدين والمفكرين والساسة.

وكما أكتب دائما وأذكر باستمرار أن الأموال المعبقة برائحة ( الجاز أو النفط ) والقادمة إلينا عبر الصحراء لها مفعول السحر في ذلك الأمر. والنتيجة هي ما نسميه ردة دينية، أو حالة التخلف المذرية التي نحياها، وثقافة الجهل الواردة إلينا، والفهم الغبي للدين والمعاملات. وأولها العلاقة مع المرأة.

المرأة في فكرهم ويقينهم هي مجرد وعاء للجنس، يمارس فيه الرجل حقه في أي وقت يشاء، دون أن يفهم أو دون أن يعلموه أن للمرأة أيضا الحق في المشاركة، والتمتع فضلا عن القبول والرفض. ليس هذا بضمن حقوق المرأة كمخلوق. فهم لا يؤمنون أنها تساوي الرجل في تلك الأمور من الناحية البيولوجية والنفسية والعاطفية. بل الأدهي أن الكثير من الرجال يعتبرون المرأة التي تسعي للتمتع الجنسي مع زوجها هي داعرة وتستحق العقاب. وكم من مهازل تحدث بسبب ذلك .

أعجبني تعليق شابة - في حوار بأحد المنتديات - تقول فيه: "ويمكن ده يكون سبب رئيسى لعدم شعور الطرفين بالرضا. لان لما الست بارادتها تهمش كل مشاعرها وافكارها فكأن الراجل بيمارس الجنس مع نفسه فى المرايه".
كما يردد الشباب هذه الأيام مقولة غبية مفادها أنه "لا يمكن للشاب الزواج من فتاة قبلت الخروج معه".!! الخروج وليس تبادل القبلات أو وممارسة الجنس. مع أن كل ذلك يحدث والنتيجة واحدة: هن داعرات وعلي الشاب أن يبحث عن زوجة لم تخرج معه. ويتناسى أنها قد تكون خرجت مع غيره. أرأيت إلي أي حد من الحماقة والغباء في تقدير وفهم الأمور قد وصلنا إليه؟!!

لو كانت المرأة تملك أقدارها. لو كانت علي قدر من الثقافة والتعليم يتيح لها احترام من حولها لها. لو كانت لديها الوسيلة أن تعمل وتنتج، ويكون لها الدخل الخاص بها لأن تقرر ماهو الأصلح لحياتها، وضمن ذلك حقها في أي الرجال تختار شريكا لها. كيف يمكن أن يتأتى كل ذلك في ظل حالة الفقر والتدهور والبطالة، ومسخ الشخصية المقنن والمخطط له، بفعل التأثير القوي لأموال النفط والمعبقة والمعبقة برائحة (الجاز)، والمغلفة بوصايا الدين وأحكامه كما يرونها هم أهل التقوى واللحى والسروال وطاعة المرأة لزوجها كعبدة له.
.
هل لنا أن تتخيل بعد كل ذلك ماذا يقولون عن هدي شعراوي.؟!! يتهمونها أنها كانت مريضة ومتمردة وشاذة في تفكيرها، وأن عقدتها من الرجال بسبب زواجها من رجل كان بعمر والدها هو السبب في أنها مرضت وأصابتها كل تلك الأعراض الخبيثة. ولأنها تمردت وخرجت عن حكم الشرع فقد أصبحت زعيمة ورائدة !!
.

ليست هناك تعليقات: