الخميس، يناير ١٥، ٢٠٠٩

ثانية، تجارة الرقيق الأبيض بأوربا..

تلقيت مقال آخر من الصديقة النمساوية أيرين باير. والمقال يتحدث عن موضوع هام وهو تجارة الرقيق العصرية بأوربا. وسبق أن قمت بترجمة موضوع كتبته السيدة أيرين ويحمل عنوان: عاشقة السيدة العجوز.

ثانية، تجارة الرقيق الأبيض بأوربا..
تتحدث وسائل الإعلام وعبر برامج متكاملة عن موضوع يبدو أنه لن ينتهي . وأعني إجبار الفتيات علي ممارسة البغاء والدعارة بالقوة . لا أدري هل سمعت عن مثل هذا الموضوع قبل ذلك ، وهل ذلك أمر شائع أيضا بمصر.!!
الطريقة معروفة فهم يحضرون الفتيات "الصغيرات والجميلات" من جميع أنحاء العالم للنمسا، تحت وعود بحياة أفضل والحصول علي عمل جيد . ويتم سجنهم في الشقق القديمة الرطبة تمهيدا لتجهيزهم لعملهم المرتقب البغاء والدعارة.
.
إنها تجارة رقيق عصرية ، وتعتبره المافيا التي تديره" عمل "أو" "برنس" فعائده يقدر بالملايين. وتقدر الإحصائيات عدد الرجال بخمسة عشر ألف رجل يتعاملون مع "المومسات" كل ليلة يوميا بفيينا وحدها. ويستطيع أي رجل ولقاء مبلغ زهيد لايتعدي العشرين يورو ممارسة أحد أشكال الجنس مع واحدة من أولئك الفتيات بأحد الأماكن الحقيرة وحتى بالحدائق العامة وخلف الأشجار.!!
.
والموضة الشائعة الآن عند الرجال هو ممارسة الجنس مع البنات السود صغار السن اللاتي يتم إحضارهن من نيجيريا. بالأمس شاهدت تقريرا عن نفس الموضوع بمنطقة الخليج وما يحدث هناك وهو مشابه لما يحدث هنا. في الحقيقة ما يحدث هنا أو بالخليج يحدث بأماكن كثيرة في جميع أنحاء لعالم. وتأتي المشاكل عادة من الرجال المفرطين في شهواتهم خاصة المرضي منهم من جراء ممارسة الجنس بالقوة وبطرق قذرة مع أولئك المومسات الجدد. إنهم يتمتعون بوضعهن في مرتبة أدني وحقيرة وإشعارهن بالإذلال والدناءة .
.
ألا تتفق معي أننا بحاجة لمزيد من المعلومات والتقصي عن كل ذلك !! معلومات عن الأسرة وطرق التربية وأيضا معلومات عن المجتمع الذي يسمح بكل ذلك. وتقدم شبكة المعلومات الوجه الآخر ، "هناك العديد من النساء والبنات" الذين يقدمون أجسادهن لمتعة الرجل بالاستمناء طالما ليست لديه فرصة أخري للحصول علي تلك المتعة. ومع التسليم بعدم أخلاقية مثل تلك الممارسات إلا أننا نسلم أيضا بعدم وجود ضغط من أي نوع يقع علي فتيات الشبكة ..في الواقع يختلف الأمر خاصة في أوربا.

ويبدو أن سهولة الحصول علي امرأة وممارسة الجنس معها وبطريقة تشعرها بالإذلال والمهانة والحط من شأنها يزيد من سعار شهواتهم ويجعلهم يريدون المزيد من أولئك النساء. أنهم يريدون لحم حقيقي وحي ، فيبدأون بالبحث ليس عن أية داعرة أو مومس، بل يبحثون تحديدا عن أولئك القادمات والذين يقبلون بشكل طوعي أن يمارس الجنس معهم بطرق قذرة ومبتذلة.

وأستطيع أن أقرر أن النساء الذين يعملون كموديلات عروض جنسية علي شبكة المعلومات هن المسئولات عن الكثير من المشاكل والألم الذي يقع علي باقي الفتيات. لأنهن ببساطة يشجعن الرجال الشهوانيين علي زيادة شهواتهم والتمتع " بأصناف " عديدة " و"ألوان مختلفة من النساء" و"بطرق مريضة وشاذة".

وكمجرد نماذج وليس مهما هنا أسماء البنات : فتاة من نيجيريا 18 سنة . أخري 19 سنة من رومانيا . أخري 20 سنه من أوكرانيا. إنهن مجرد ثلاثة نماذج من آلاف الفتيات صغار السن الذين يتشوقون لحياة أفضل. هن جميلات بالطبع ولا توجد فرص حقيقية – في بلادهن – لحياة أفضل. ويبدو أن أقدارهن رسمت هكذا ، وستتحدد بشكل مفصل علي أيدي الرجال الشهوانيين.

الشهوة موجودة منذ بدء الخليقة وستظل موجودة لا شك في ذلك . لكن الصياد يريد دائما فريسة طازجة، لحم حي وصغير السن. ويجئ الوجه الآخر من العملة بلعبة الفريسة والصياد . كيف تغري النساء الرجال بما فيهم الشهوانيين؟!! وهذا أيضا ضمن ما تعلمته النساء عبر تاريخ طويل من التعامل مع الرجل. ولأنه ليس لدينا محرمات تحكم أفعالنا فأننا نعرض، ونسمح للرجال برؤية كل شئ من أجسادنا. وحتى حين يشعر الصياد الشهواني بكبر السن وأنه صار عجوزا، فهو لا يجد ضالته مع امرأة من نفس سنه ولا يشعر بالاكتفاء منها. فهو لا يزال يريد اللحم صغير السن. ولم لا فاللحم الطازج الصغير متوفر وبوفرة. ورغم أنه سيأتي يوم علي اللحم الطازج والصغير فيصبح عجوزا ومترهلا هو الآخر. كل ذلك لا يهم فالحل عند الصياد موجود. سيلقي بذلك اللحم العجوز بعيدا عن طريقه ويواصل مسعاه.!!
لعبة قديمة ومرعبة.! الكل تحالف علي إلغاء ونسيان أن لجسد المرأة كرامة وحرمة. أي كوكب هذا نعيش فوقه وأي حياة نحياها.؟! كيف أصبحنا مرضي لهذا الحد.؟! لا شئ قد تغير للأحسن، فلازال يعشش بداخلنا ذلك الحيوان البري والهمجي.
كلي أمل أنك تستطيع أن تثير وتناقش هذا الموضوع مع أصدقائك وقرائك.
.
ايرين باير
فيينا 1/06/2008
.

ليست هناك تعليقات: