الاثنين، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٧

ظلال الحقيقة ...

...
استهلال - لا بد منه - وان جاء متأخراً ومشوبا ببعض السخرية ..
...
والظل يعني فساد الرؤية بالعين، أو القلب أو المهجة، أو حتى باستعمال أي جهاز بصري أو سمعي أو تناسلي تمتلكه أو تستعيره من هنا أو هناك. تحدث عنه الأقدمون وأسهبوا، وبذل المحدثون الكثير من الوقت والجهد في بحوثهم العلمية والمعملية فما أضاف أيا منهم شئ يذكر..
والظل لا يعني أنه والعدم سواء، فهذا كلام باطل ويعوزه الدليل. فالأشياء تتواري وتحجب، ولكنها مع ذلك تظل هناك تنظر إلينا بسخرية واستهزاء. .
الظل نوع لحالة من الطيف متفردة، خاصة حين يمزج بأجساد النساء، وبعض الموسيقي، وروائح الزهور البرية الجميلة والقرنفل، وأحيانا روائح النعناع ممزوجاً برائحة الياسمين. وقد يكون منه الذكر وقد يكون منه الأنثى، وهناك أيضا - وبشكل يقيني- البين بين. وهو أخطر وأصعب وأسخف أنواع الظل، بشهادة الكثير من الشعراء والباحثين الأجلاء.
تقدم خطوة أو اثنتان، ثم سر باستقامة ولا تعاود النظر للوراء. فقد تفلح أن تخترق جدران الظل السميكة. ربما هذا ما يمكن أن يحدث دون ضمانة حقيقية بأنك كنت تفعل أو أنك كنت تصرخ أو تغني، أو أنك ساعة ما كنت تتقدم وتسير كنت لا تحبو للخلف.
...
ظلال الحقيقة ...

لا اعتقد أن هناك ما يسمي بالحقيقة المطلقة، خاصة في علومنا الأرضية أو فيما نتفق علي تسميته بأنه نتاج لجهد وبحوث العقول البشرية. الحقيقة دائما ما يولد معها حقيقة أخري مضادة للأولي، وقد تسير عكس اتجاهها. وحتى الحقيقة المجردة لا تفهم – في الغالب – بشكل واحد ومتفق عليه. ولعل هذا ما أسميه بأوجه الحقيقة أو ظلال الحقيقة. ويبدو أن التسمية الثانية أوقع وأفضل.

أتذكر أستاذا كان يدرس لنا الرياضيات خلال دراستي بالجامعة، وأثناء إحدى محاضراته وكان يتحدث عن تحديد موقع أي جسم بالفراغ. وهذا يتطلب تحديد موقعه بدلالة ثلاثة محاور، أو ما أتفق عليه رياضيا بالمحاور الثلاثة x,y,z ومع إضافة المحور الرابع الخاص بالزمن يمكن تحديد موقع أي جسم في الفراغ بدرجة دقيقة.
وبطبيعة الحال ليس هناك من علاقة بين طريق المحور بالقاهرة المحروسة وما نتحدث عنه.علي كل حال كانت المحاضرة جميلة وأجاد الأستاذ العرض والشرح، ثم توقف فجأة وسرح بخياله بعيدا، وكنا معتادين لمثل تلك التصرفات منه خلال محاضراته.
والحقيقة أن كل وقفة صمت منه أو ( سرحانه ) كانت تحمل قصة. المهم أنه بعد فترة قصيرة – لم تكن متوقعة – فاجأنا بسؤال: من يستطيع أن يؤكد أنه لا يوجد سوي الثلاثة محاور.؟! لماذا لا نستطيع القول بأن ثمة محور آخر يشترك معنا فيما نعلمه لباقي المحاور؟! إن إضافة محور واحد فقط يستدعي وجود عالم آخر يشترك معنا في بعض المحاور بما في ذلك محور الزمن. وهذا يستدعي وجود مخلوقات أو كائنات أخري غيرنا، وهي وإن شاركتنا بعض التفاصيل إلا أنهم لا يستطيعون رؤيتنا أو التعامل معنا، كما أننا لا نستطيع رؤيتهم ولا التعامل معهم أيضا.!!
هل هذا ممكن؟!!
الأمر المدهش أنه إذا قبلنا بتلك الفرضية بوجود محور آخر يضاف لما نعرفه من محاور، فهذا يستدعي التسليم بقبول فرضية أخري، وهي وجود عدد لانهائئ من المحاور المغايرة والتي يمكن أن يكون لها نظام خاص بها وأشبه بما نتحدث عنه. وما يعنيه ذلك من وجود عوالم أخري لا تعد ولا تحصي.!!
ثانية، هل هذا ممكن .؟!!
المهتمين بالفيزياء لهم رأي يقرب المسافة من الفهم وليس التصديق .!!

....

"يطوي الكون - كل عدة عشرات من السنين - صفحة من صفحاته. ونذهب جميعا علي أمل اللقاء والتواصل في مكان آخر. ولا يتبقى من شئ سوي بعض الحفائر، وأقرص الكمبيوتر، لتحكي عن حياتنا بعضا من التفاصيل القليلة التي تؤكد أننا كنا نعيش عبر الصفحة المطوية" .


الكون في حالة اهتزاز مستمر. وهذا يعني إن أي جسم ومهما بلغت كتلته أو حجمه فهو في حالة حركة اهتزازية، تفرضها طبيعة المادة المكونة له، والتي لاتزيد عن مجموعة من الإلكترونات التي تدور في مدرات محددة بعيدة عن المركز أو نواة الذرة .وطبيعة المادة تتحدد بتلك الاهتزازت التي تولدها. ويشعر الإنسان العادي بتلك الترددات ومن ثم فهو يستطيع أن يحدد ماهيتها. هل هي رائحة أم شكل تفاحة أم جسم امرأة.

ويتراوح مدي تردد الاهتزازات للمكونات والتي تشكل العالم الفيزيائئ ما بين ترددات الأشعة تحت الحمراء صعودا حتى تردد الأشعة فوق البنفسجية. ويمكن وضع ذلك في قيم بسيطة فنقول أنه ما بين 340000 إلى 640000 موجة لكل بوصة، أو 750 بليون ذبذبة في الثانية وحتى 400 بليون ذبذبة لكل ثانية.

هناك ترددات كثيرة تقع تحت الحد الأدنى أو فوق الحد الأعلى، وهو يعني ضمن ما يعنيه بوجود اهتزازات موجية لأجسام ليس لنا القدرة علي استقبالها أو التعامل معها. سأعطي مثالا صغيرا لتقريب الفكرة. جميعنا لاحظ أنه بالصعوبة بمكان أن يتابع النظر العادي حركة دوران ريش مروحة الطائرة وذلك للسرعات العالية التي تدور بها، لكن ما أن تبدأ تلك المروحة في التوقف وإبطاء سرعة الدوران حتى تعود قدرتنا علي رؤية تفاصيلها ثانية وإدراك وجودها.

الأجسام الصلبة تهتز أيضا ولها طول موجي وتردد. ونفس الحال ينطبق علي كافة الموجودات. الكهرباء والرائحة والموسيقي، ويلاحظ أنه كلما زادت معدلات التردد للأجسام فأنها تصبح أكثر رقة وشفافية عن غيرها الأقل ترددا. ولهذا نجد الغازات أكثر ترددا من السوائل التي هي أكثر ترددا من المواد الصلبة. ولو أمكن التحكم في درجة تردد أي جسم صلب " منضدة مثلا " بحيث زاد أو قل هذا التردد عما هو خاضع لمنطقة حواسنا، فلن يعد بالإمكان رؤيتها مع التسليم بوجودها الفيزيائي.

وبهذا الفهم فقد أتفق كثير من علماء الطبيعة علي أنه من الممكن أن يكون هناك الآن كوكب غير منظور يخترق - بكل مكوناته من بحار وجبال ووديان وأنهار وسكان ومدن ومطارات وطائرات .. الخ – عالمنا الأرضي، وبترددات عالية للغاية. مما لا يعطينا القدرة لا علي التعامل ولا علي الرؤية ولا الاستماع إلي أهل ذلك الكوكب. بل أن بعضهم وصل لنتيجة مماثلة للتي وصلت إليها بأن - والحال كذلك- فالعلم لا ينفي وجود العديد من العوالم والكواكب وليس كوكبا واحدا أو عالما واحدا والجميع يخترق بعضها بعضا دون أن يشعر أي منهما بوجود الآخر.
مرة أخري. هل هذا ممكن.؟
....
.

آخر الظلال ....

" صمتي يؤرقني أيضا . لكن ليس لدي من رسول سواه يحمل رسائلي وأشواقي إليك " !!


عادل محمود
08/11/02
.

ليست هناك تعليقات: