الأربعاء، سبتمبر ٠٥، ٢٠٠٧

2 - حوار حول قضية الجسر المصري السعودي ...

.
هل لك أن تورد لنا إحصائية بعدد المصريين الذين عملوا في الخليج؟ وهل أدى ما قاموا به من عمل ودولارات وصلت إلى مصر!! هل أدى ذلك إلى تطوير مصر؟ أم أدى إلى ردة دينية / يسميها أصحابها بالصحوة؟
تقصد الذين عملوا أو الذين يعملون حالياً ؟!!! علي كل ليس لدي حالياأرقام لذلك . لكن مادام الحديث يتناول ( ملايين ) من الناس في حالة حركة مستمرة ذهابا وإيابا فما يعنينا هو دراسة التأثير الكيفي لتلك التنقلات الكمية . أستطيع أن أقول وأنا مستريح ومطمئن أن الدولارات النفطية التي جلبوها معهم لم تؤدي إلي تطوير ( مصر كدولة ) بل علي العكس فمردودها السلبي كان ولايزال أكبر بكثير. دعنا نتفق أنهم جلبوا معهم ما أمكنهم أن يدخروه من مرتباتهم التي تمثل نتيجة عملهم . وجلبوا أيضا السلوك المتشدد والفهم الأكثر تشددا . والمؤكد أن كلامك صحيح بأنهم يعتقدون أنهم جلبوا الصحوة الدينية وأن هذا هو ما يفيد المجتمع . لكل ذلك فصيحات الدعوة ( من أمراء الجماعات ) بالجهاد وقتل الأبرياء وتكفير المجتمع ومحاربة الحكومة .... الخ كلها صيحات تجد من يسمعها وبمشي خلفها منساقا كالأعمى والأطرش. ولم لا وهذا هو طريق الخلاص وأولي الخطوات في اتجاه الجنة.

ثم ما الذي نقصده بتطوير مصر. لا يمكن للتطوير - بمفهومه الإقتصادي والإنساني والثقافي - أن يأتي عبر هكذا طريق، والذي لا يفهمون سواه بل يمكن أن يجئ عن طريق التنمية الشاملة والسوق المشتركة وحرية التنقل للأطراف جميعا وليس للسعودي فقط . وكم من ماّسي تحدث نتيجة حقهم في الإقامة والمعيشة بمصر خاصة طبقة الأثرياء منهم وما يعطونه لأنفسهم من حقوق تصل لحد العربدة . وبالمناسبة هل يمكن أن نطالب بإلغاء نظام الكفيل - سيئ الصيت - للمصريين العاملين هناك ؟ ثم حرية التملك للمصري في السعودية كما هو حق للسعودي في مصر، وحرية زواج المصريين من سعوديات كما هو حق للسعودي في مصر. وغير ذلك كثير. الملاحظ أن وقت الجد وحين يقدم رأس المال العربي - عموما - للمشاركة في أي جانب للإستثمار فإنه يقدم علي حياء وبمبالغ تافهة.

في السنوات الأخيرة وبالأخص في الشهور الأخيرة هناك تمييز ضدهم واعتقالات جماعية وتعذيب دون سبب أو جناية وحضرتك تستخدم لفظ التدليل وهو هنا له أحد هذه المعاني : 1- إما أن حضرتك تؤيد تلك الإجراءات وتراها غير كافية مما تصفه ساخرا بالتدليل . 2- أو أنك لا تؤيده ولكنك تتوقع الأسوأ فتصفه ساخرا أيضا بالتدليل . 3- أو أنك تري تعاملا جيدا مع البدو في أمور لا أعلمها لكسب ولائهم .لكنه في كل الأحوال ليس تدليلا.
أما عن السبب أو الجناية فأقول لك . تفجيران في شرم الشيخ قتل بسببهما ما يزيد عن ال 200 برئ عدا الجرحى. لاحظ أن معظم القتلى كانوا من المصريين. وتفجيران آخران ( عمليات إنتحاريه ) بدهب راح ضحيتهما ايضا العديد من القتلى المصريين والأجانب بضمنهم أطفال. ذلك عدا بعض القتلى من الجنود والضباط الشباب . أهذا يكفي؟!!!
المهم ولأن موضوع الإرهاب يثيرني ويشعرني كم هم ( الإرهابيون ) قتلة أغبياء في أي مكان . سواء في مصر أو العراق أو الأردن أو لبنان أو أوربا أو أمريكا .. الخ فقد تقصيت وسألت بشكل شخصي أصدقاء كثيرون في مدينة دهب . لم يكن هناك اعتقالات جماعية ولعل الكلمة الصحيحة هي ( اعتقالات عشوائية ) . لا أستطيع أن أقول أن الأمن تصرف كالملائكة معهم . لكن ولطبيعة الجريمة ولصعوبة الوصول للجاني بالسرعة الممكنة ، تحدث كثير من التجاوزات وهذا أمر يحدث في كل الدول ولعله لطبيعة الجريمة كما ذكرت . لا أستطيع أن أكون حياديا أمام الجرائم الإرهابية التي تمس أمن الوطن والمواطن .
.
ومع ذلك فالحديث عن التدليل هو حقيقة وليس من باب السخرية . التدليل لكسب الولاء علي الأقل .. كان نابليون يرسل جنرالاته لهم ومعهم الأموال والهدايا ايضا لكسب ولائهم ) وكتب أحد جنرالاته بعد زيارة له بأنه علي يقين بأنهم ( البدو ) سيرددون نفس تعبيرات الولاء لأعداء نابليونطالما جاءوا للزيارة بأموال أكثر ومعهم بنادقهم وأسلحتهم. رأيي الشخصي ليس مهما وأحاول في مثل تلك المواضيع أن أبتعد قدر ما أمكن عن ذلك. أقول ما أعلمه وقرأت عنه وتحاورت حوله.

لم أكن أتحدث عن العاملين العائدين من الخليج. أتكلم عن الهجرات القديمة إلي مصر. في صعيد مصرعائلات كثيرة تحتفظ بشجرتها وأصولها الصحراوية وتفتخر بها وتحرص علي التميز ولها عاداتها الجاهلية كالثأر مثلا. حديثي - أيضا في تلك الجزئية كان عن المهاجرين الأوائل وقبل الفتح الإسلامي لمصر. الفكرة باختصار أن البدو ليسوا حالة متفردة بانتماءات أخري.
بل هم حالة متفردة. الفارق بينهم وبين من تحدثت عنهم. أنهم ينكرون جنسيتهم ولا يشرفهم أن يكونوا مصريين وولائهم (في حده الأدنى) للدولة تشوبه الكثير من الأمراض. حتى أنهم يفتخرون بعلاقاتهم المميزة وما كانوا يحصلون عليه من مزايا من إسرائيل أثناء احتلالها لسيناء. هم هكذا، وهذا هو ما تعلموه وما يتوارثوه، ولا يستطيع احد أن يغير من خصالهم.

قد نسمع كلاما جميلا من نوعية : مصر ياما يا بهية .. يا أم طرحة وجلابية .. الزمن شاب وانتي شابة .. هو رايح وانتي جاية .... الخ. أحب هذا الكلام وأحب كاتبه، وقد يثير في نفسي نشوة ما. ولكنه - للأسف - كلام فارغ.!!
حين تظهر هذه الأغنية الرائعة ( نجم - الشيخ إمام ) أيام الشدة وشظف الحياة بسب الحرب مع إسرائيل . وحين يردد الشعب مثل تلك الأغنية - وغيرها كثير - تصبح تلك الأغاني ذات قيمة ووظيفة مطلوبة علي الأقل في وقتها وليس بالكلام الفارغ !!!

لو أعدت الكلام علي مسمع الناس الآن لسخروا منه؟ لماذا انتمي الناس في الماضي ونبذوا الانتماء في الوقت الراهن؟
لن يسخر الناس من كلام حفر وشكل وجدانهم. هل تابعت الأبنودي وهو يلقي أشعاره بمعرض الكتاب؟!! هل استمعت لبعض المطربين وهم ينشدون تلك الأغاني العظيمة والجميلة وسط الشباب. الشباب ايضا خلايا نائمة والمهم من سيوقظهم وكيف يوقظهم.؟!! اعتقد أن الإتجاه الديني خاصة الأخوان أكثر وعيا بتلك المقولة وقد سبقوا - مع الأسف - أي اتجاه آخر في ذلك الأمروبمراحل كبيرة.
.

ليست هناك تعليقات: