السبت، أغسطس ١٨، ٢٠٠٧

3 - حوار مع الشاعرة السورية ثناء حيدر ..

إذا خيروك يا سيد الجمال أن تسافر إلى مكة لقضاء فريضة الحج على نفقة الدولة، وبين إلقاء محاضرة ثقافية في دولة عربية أو أجنبية على نفقتك الخاصة ..فأيهما تختار ولماذا؟

بخصوص العرض الأول ( السفر الي مكة ... الخ ) فصدقيني سأرفضه حتى لو جاء حقيقة، رغم صعوبة بل استحالة أن تعزمني الدولة لقضاء فريضة الحج. لماذا الرفض ؟! أقول لك. حسب فهمي المتواضع للدين، يجب أولا أن أكون مهيأً نفسياً لمثل تلك الرحلة، وحتى الآن هذا لم يحدث. وثانيا أؤمن أن مثل تلك المناسك لا يصح فيها العزومة لا من الدولة ولا من غيرها. إذا جاء الوقت المناسب سأذهب علي نفقتي الخاصة وبالقدر الذي يحقق لي الراحة والفهم ثم الارتواء. وعلي كل حال يا سيدتي، فقد حصلت علي لقب ( عم الحاج ) وبالمجان منذ مدة طويلة. والغريب أنها بدأت ببغداد حيث لاحظت – في السنوات الأخيرة من إقامتي هناك - أن بعض الشباب من المعارف أو غيرهم يبدأون حديثهم معي بكلمة ( حاجي ) . ثم في مصر أخذت اللقب رسميا وشعبيا وأصبحت ( عم الحاج عادل ) لكثير من الناس . الجميل في المسألة أنني وفور أن ( لطشني ) هذا اللقب تذكرت كلمة أمي التي كانت تقيمني مع كل زيارة سنوية لها. تلك السنة نظرت إلي وقالت ( كبرت ياعادل ). لها حق ومعهم حق ببغداد وبمصر، فالشيب قد زاد ولون شعر رأسي بدا غريبا حتى لي، للدرجة أنني حين كنت أنظر للمرآة كنت أقول وأنا مندهش: مين عم الحاج ده.؟!!

واعتقد أنني لن أتمكن أيضا من تنفيذ العرض الثاني أو البديل الثاني . أصاب بالرعب والهلع عند مواجهة حشد غفير، هذا صحيح حتى أنني أحسد كل من له القدرة علي ذلك وأولهم الممثلون فوق خشبة المسرح. هي تجربة مرعبة لي تصيبني بالدوخة والهذيان وعدم التذكر ووقتها أبدو - بالتأكيد - وكأن نوع من الغباء والبله حط علي وجهي. ورغم عشقي الكتابة للمسرح والسينما كما ذكرت لدرجة إنني أترك خيالاتي تحرك الشخوص بأمور أستغرب أن تحدث منهم. فدائما ما أتذكر مواقفي الخايبه في كثير من لحظات المواجهة بكلمات جميلة لنجيب سرور وأداء رائع من عم الشيخ إمام وهو يقول:
.
بيني وبينك سور ورا سور
وانا لا مارد ولا عصفور
في ايدي عود . ( قوال ) وجسور
وصبحت أنا في العشق مثل ..
.
وعلي كل حال، وكي أعطيك إجابة حقيقية لما يمكن أن يحدث طالما رفضت ما تفضلتي به من أفكار واقتراحات. فبالتأكيد مادامت الأمور تمشي علي نفقتي الخاصة. فسأرتب لرحلة لأماكن جديدة أحب أن أراها، وأعيش مع الناس هناك وأتعرف عليهم. بلاد الله واسعة وخلق الله كثيرون والمسألة تستحق الكد والسعي من اجل مزيد من المعرفة والفهم والتقارب وأشياء أخري كثيرة قد تأتي في حينها. وهذا باعتقادي ضمن صحيح الدين أيضاً
.
.

ليست هناك تعليقات: