الثلاثاء، مايو ٠٨، ٢٠٠٧

3 - الرمح المقدس ..

.
ابتدأت الحديث عن أحد الرماح التي من المستحيل تقريبا أن تكسر، وأعني فرض قيم الذكر. وما يتبع ذلك من عدم إعطاء المرأة حقوقها التي كفلها الله والشرع وضمير الإنسان . الغريب في الأمر انك تجد دائما الغطاء الشرعي لمثل تلك التصرفات. تجد من يستشهد ويفسر لك القراّن بصحة كل ذلك، ومن يجد لك أحاديث نبوية تبرر ما يحدث. وأبداًً لن يكون العيب في القراَن ولا في السنة الصحيحة.
.
والأدهى هو قبول المرأة نفسها بتهميش دورها، ورضاها بإخفاء جنسها التي خلقها الله عليه إن لم يكن خلف أسوار عديدة فخلف النقاب بل ودفاعها عن كل ذلك.!! هل اعتماد المرأة – اقتصاديا – علي الرجل يدفعها لذلك؟ أعتقد ان الإجابة بنعم علي الأقل في معظم الحالات لكن ما رأيكم في اقتناع المرأة العاملة والتي ترحب أيضا بنفي جنسها وسجنه خلف النقاب.؟!
.
أتفق مع البعض أن الفقر والجهل هما وجهان لعملة واحدة، وأن مايحدث من تجاوزات يكون بسببهما. حتى أن الدكتور يوسف إدريس تحدث عن فقر الفكر وفكر الفقر.!! لكن ليس هذا بكل شئ دعونا نخطو خطوة للأمام ونتحدث عما يشكل فكر الناس ويدفعهم لتقديس مثل هذا الرمح، وأعني فرض قيم الذكر. وما يتبع ذلك من تبني المفاهيم المريضة لتكون الدليل والمرشد لهم في الحياة.

باعتقادي أن تأثير الفكر الوارد من الصحراء، والمصحوب بالدولارات المشبعة برائحة النفط هو السبب الرئيسي، خاصة الفكر الوهابي. هذا المذهب المتشدد الذي لا يروق ولا يناسب – المصريين ولا غيرهم - وبالرغم من ذلك تجده ينتشر بآثاره الضارة في العقول، وهو المسئول الأول عن ظاهرة الإرهاب والتطرف والتشدد والسلفية العمياء.

قبل الفكر الوهابي جاءت ثقافة الصحراء إلي مصر مع المهاجرين الأوائل إليها من الجزيرة العربية، حيث استوطنوها وتعلموا الزراعة وتزوجوا نسائها. لكنهم بقوا علي ترفعهم وجاهليتهم التي تتيه بجنسهم وعرقهم وعلوهم عن باقي المصريين. وحتى الآن فأي بدوي يعيش في مصر يفخر بجذوره القادمة من الصحراء، ويحن لقبيلته التي لا تزال تعيش هناك مع انه يحمل الجنسية المصرية.!! ولا يزال أفراد كبري الأسر المصرية في الصعيد والجيزة والشرقية يتغزلون بأصولهم العربية القادمة من الصحراء .

سأضرب مثلا عن تأثير فكر الصحراء الجاهلي في المصريين، ولعله رمحا مقدسا آخر أضافه هذا الفكر وزرعه بأرض وادي النيل وغيره من الوديان.
من المؤكد تاريخيا أن مصر لم تعرف في تاريخها الممتد جريمة الأخذ بالثأر، وأن تلك الجريمة الجاهلية جاءت لنا من الصحراء - عبر طريق بري ثم عبر البحر بعد ذلك - مع المهاجرين الأوائل من العرب راكبو الخيول وحاملو السيوف. حتى أن هناك مناطق عديدة في مصر ( الصعيد- الجيزة - الشرقية ) والتي شهدت استقرارا لموجات الهجرة العربية إلي مصر، في تلك المناطق لا يمكن أن تختفي منها تلك الجريمة بسهولة، ودون تدخل رادع يأخذ بحق الضعفاء ويرجع الحق والعدل لأصحابه.
.
والملاحظ أن تلك المناطق تتميز بخصوبة التربة الزراعية. والمؤكد ان ذلك شكل سببا رئيسيا لنزوح عرب الصحراء إليها. والأدهى كيف استولوا علي تلك الأراضي؟!! بالقوة والاغتصاب من الفلاحين المصريين الفقراء الضعفاء، إلي أن أصبحوا هم السادة المتحكمين في الأرض وفي الملاك القدامى من المصريين!! ثم كونوا عشائرهم، وعائلاتهم بعد ذلك.
.
وطبيعي أن تنتشر ثقافتهم الجاهلية التي تمجد قيمة العشيرة والأسرة وتفخر بجريمة الثأر. ومع أن الإسلام يحرم القتل وآياته واضحة وصريحة. إلا انك تجد من يدافع عن تلك الجريمة ويجعلها مبررا كافيا للحياة بشرف.!!
.
.

ليست هناك تعليقات: