الخميس، مايو ١٠، ٢٠٠٧

5 - الرمح المقدس ..

.
نحن في مواجهة لعبة كبيرة يلعبها طرفان. الغالبية ويمثلون الأحزاب والتيارات الدينية المتزمتة المتشددة وأكثرهم من الجهلة وأنصاف المتعلمين. يأتي في المقدمة منهم - دون أن يظهروا أو يكتشف أحد وجودهم وفوق هيكل هرمي كبير - أصحاب المال والسطوة من الزعماء المؤمنين بالأفكار السلفية. ومعلوم أن معظم الأموال تأتي من اتجاه الجزيرة العربية خاصة السعودية.
ثم يجئ بعدهم المنظرين ثم المشايخ ثم المريدين والأتباع وصولاً للصبية والشباب، الذين يسهل غسل أدمغتهم لإعدادهم للجهاد والقتل أو الانتحار. ثم يجئ الرجال والنساء بمختلف أعمارهم. ثم تجئ فئة حملة المباخر من المتحدثين أمام الميكرفونات بالجوامع والقنوات التلفزيونية، والندوات، وفصول المدارس. ثم من هم أقل درجة في مجال خدمة الجوامع والزوايا. ومعظمهم ما لم يكونوا جميعهم أغبياء في فهم الدين فهم أكثر غباءً في فهم السياسة أو فهم المواطنة وما تعنيه.
الطرف الثاني في اللعبة وهم (الساسة) ويمثلون المنتفعين والأرزقية وتجار التخلف. وهم أيضا أكثر غباء في فهم المتغيرات السياسية، وما تعنيه أيضا حقوق المواطنة من تساو في الحقوق والواجبات.
ولعلني أضيف طرفا ثالثا وهو الكثرة العددية أو الطرف الغافل والصامت، والذين يفضلون الصمت ويكتفون بالمشاهدة.
.
واللعبة ليست قاصرة علي الدين فقط بل تمارس أيضا في السياسة. وهي تمارس بشكل يغلب عليه الاقتناع التام لحد الاندماج والتقمص للأدوار. فلا المغفل ولا الجاهل ولا الغبي ولا نصف المتعلم - في التيار الديني - يعي أي شئ عن حقيقته. بل علي العكس، فأي منهم يعتقد انه المنقذ والعبقري والمخلص الذي يخدم العقيدة والفكر والذي يسعي لإعلاء كلمة الإسلام والمسلمين. وفي السباسة فهم أيضاً يحاربون الاستعمار والتخلف وهيمنة القوي الكبري،وهم بهذا النضال (الذي هو رديف للجهاد) يسعون أيضا لإعلاء شأن الوطن والمواطن حتي لو دخلوا في المزيد من الحروب والمشاحنات ومهما كانت خسائر الوطن والمواطن.!!
.
وتكون المصيبة أشد حين يتبادل اللاعبون أماكنهم. فتجد من يلعب بالدين قد تقمص شخصية المناضل السياسي، أو العكس حين تجد سياسيا أطلق لحيته وأستخدم كل اكسسورات رجال الدين في قوله وملبسه.
هل ننسي صدام وهو نموذج للسياسي الديكتاتور في آخر سنين حكمه. وما ادعاه من تقوي وورع وتدين، وتغييره لعلم بلاده بحيث أصبح أشبه بعلم دولة دينية. ثم أنظر للدور السياسي الذي يلعبه الملالي في طهران والعراق الاَن وما سيجرونه علي بلادهم والمنطقة بأسرها من خراب وتدمير.!
.
النقطة المهمة التي تبين الي أي حد من التخلف وصلنا اليه بعبادة الرماح المقدسة هو ما يستخدمه اللاعبون من أسلحة في مواجهة الغير. في السياسة يستخدمون سلاح الاتهام بالعمالة والخيانة العظمي، وكلها أو أي منها تلحق بصاحبها العار ثم حكم الإعدام. وبنفس النهج يستخدم اللاعبون بالدين سلاح التكفير والإفساد في الأرض. وذلك – أيضاً – عقوبته القتل أو الذبح والعار في الدنيا والآخرة.
.
لماذا كل ذلك ؟!!!
لماذا حين نختلف حول جدوى أحد الرماح نقفز (في السياسة) لاتهامات كبيرة ومهينة مثل الخيانة العظمي. وفي الدين لاتهامات بالتكفير وإقامة الحدود، لردع كل من تسول له نفسه مناقشة أمر في الدين أو سعيا للتجديد في فهمه.!!
لماذا يغلب علينا فكر الحرب والمؤامرة والصراع. إن لم يكن في مجابهة الكفرة والصليبين والإمبريالية والصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل فنحن جاهزون للقتال والحرب والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الشرف والكرامة، والدخول في حروب وصراعات مدمرة ولا تنتهي، عربا ضد عرب، و عراقيون ضد عراقيون، و مصريون ضد مصريون. وجزائريون ضد جزائريون .. الخ القائمة.
ويبدو أن الجرثومة طالت الفقراء المعدمين في الصومال.
.
هناك بالتأكيد خدعة كبيرة يعيشها المسلمون، وأكاد أشم رائحة الدولارات المشبعة بالجاز وراء كل ذلك.!!
.

ليست هناك تعليقات: