الأربعاء، يوليو ١٨، ٢٠٠٧

6 - قراءة الشعر. قصيدة أصداء في ملكوت الصمت للشاعرة شهرزاد

ما رأيكم أن نقرأ قصيدة " أصداءٌ في مَلَكوتِ الصّمتْ " والتي كتبتها الشاعرة الرقيقة عودة أو ليا أو كما أحب أن أسميها شهرزاد . لا أدري لماذا توقفت طويلا أمام تلك القصيدة بالذات. اعتقد أن لدي أسبابي ولأكن أكثر دقة، لعل هناك أسباب شعرت بها تخص الشاعرة قبل غيرها. أتابع قصائد شهر زاد واستمتع بقراءتها حتى إنني قرأت قصيدتها الرائعة " حماقات امرأة من ثلج ونار " عدة مرات. استمتعت بها كل مرة كنت أقرأها، واستمتعت أيضا وأنا أكتب عنها محاولا فهمها وتحليل مشاعر شاعرة عاشقة. أختار ثانية قصيدة تبدو صعبة للغاية وتحتاج لقراءتها كثير من الصبر والفهم . لعل محاولتي تحوذ رضا القارئ ...

أصداءٌ في مَلَكوتِ الصّمتْ


تيهٌ بيْنَ بيْنْ
و أسألُ كيفَ و أينْ؟

أكانتْ دربي طويلة

أم مرّة أخرى

خانني العطشُ
و سرابٌ كانت "العينْ"؟


بصمتٍ

اقتلعتُ نفسي
و حيث كنتُ

عُدتُ

و بصمتٍ

أطفأتُ عطشي
من أسودِ العَيْنَينْ



تلكَ الطفلةُ التي كنتُ

أتتني يوماً

وجهاً غريباً
لم تقل شيئاً

مشينا

و كلتانا ترمُقُ الأخرى

بصمتٍ
خُطانا

نهران متباعدا الضفافِ

كنّا قد عُدنا

من ذاك الزمن المُسيّجِ بالحدود

و هنا

تجمعنا غابة مسيّجة بالأحلامِ
ترويها ذكريات عابرة

في سماء الوجود


أيّتها الطفلةُ التي كنتُ
..
اقتربي ..
لا تجزعي ..
فقط أسألكِ :
ما الذي يجمعنا الآن؟؟


هو ذا الزمن فقاعات

و العمرُ

دمٌ يتخثر

و الأيام قبور

ففي أيّ فضاء ستنشقّ الفقاعات؟


حسناً

لن أنام
سأحاول تقرّي دروبي

و معرفة ما يطويه الظلام
سوف أدخل هذا الزحام


خطوة

خطوتان

ثلاث


فقاعة آولى
...
حطام
فقاعة ثانية
...
ركام
فقاعة ثالثة
...
أوهام

من سيكون شاهداً عليها

سوى الأموات؟

ها أنا في فقاعة الكلام

ورقة شاحبة صفراء

و أردّدُ بغباء
:
فقاعاتٌ
فقاعاتٌ

فقاعاتْ


فقرّرتُ إذاً

أن سأنام

لم يبقَ من الحلم

مايشيّع جنازة فجر
ليس يأتي

لماذا وُجِبَ على الأحلام

أن تتساقط كالمطر
قبل الأوان؟
أمِنَ العدل أن يستفيق الفجر

وعلى خدّه قطرةٌ
حمراء؟

تقتلنا الأحزان طعناً

بحقائق الزمن
بِيدَ أنّ الحلم يحتضر
عمراً تائباً
عن خطيئة الوجود!


لو ...
يتورّد وجه الأفق
لكان الأمل أخضر

لو
...
يتفتّح صدر الأرض
لكان المطر أغزر

خُطانا
...
ورقٌ يرتمي في حُفَر
ماذا لو يغمر الصمتُ

هذي الحُفَر؟
لو سألنا
:
كيف لا يغسل الماء هذا الثمر؟
أتُراهُ يجيب الشجر؟

ربّما
..
لو ..
إذا ..


قرأتُ كفّ الصمتِ و قلتُ :
هذا زمنٌ يتفتّح في رحم الأشلاء
كتبتُ
:
هذا زمنٌ نشهد فيه
كيف يُرَبّي الموتُ الأرض

و كيف يخون الماءُ الماء


تلك البراعم التي انتظرت الربيع

ماتت

و الشمس

ما زالت تسطع في قُمقمٍ أو تكيّة
على ركام أوجاعنا الأزلية


إنها لحظة الخرافة
إنها رعشة الوصول

إلى آخر المسافة


هذا الصمتُ / الموتُ

إنّه العريُ

يكشف عن جثث الكلمات

إنّه الكونُ

تذبلُ في أعماقه الزفرات
ضاعت في متاهاته

النارُ
و تلاشت في دروبه

الآثارُ


إنّه الصمتُ

يرنو إلى الناس
يعشقُ سكون الفضاء

و ذاك الغبار

شرارةٌ على الجبين
تقتحمُ خطوط الحنين

لـ ينشقّ الوجه عن نصفين

ألمٌ

و

أنين

أيّها الصمتُ

أنت ذاك العبور الذي يتقرّاه البشر

كي تولدَ في كلّ المعاني

دون أن يسمعك أحدٌ

دون أن يراك أحد


ليست هناك تعليقات: