الأربعاء، يونيو ٢٠، ٢٠٠٧

10 - حكايات الأغاني ... إلي أبني الوسطاني نع تحياتي ...

.
10 - إلي ابني الوسطاني مع تحياتي.
.
لا أعرف ما هي مشكلتي مع أولادي. فأبني الأكبر أنهي دراسته بعدما أقسمت له بالطلاق أنني سأساعده - إن أنهي دراسته الجامعية - في السفر خارج مصر. وضعت شرطا واحدا أمامه وهو أن يسافر للدراسة. نظر إلي بريبة وعدم تصديق، ثم قال : كلام رجاله.!! أجبته بالإيجاب فقال: طيب لما نشوف. الغريب انه نجح تلك السنة وبأقل مجهود يذكر وبالفعل نفذت ما وعدته به، وأرجو أن ينفذ هو الآخر وعده لي.
أما ابني الأصغر والذي لا يزال يدرس بالثانوي فهو يصر علي أن أبحث له عن مدير أعمال لتسويقه لأحد الأندية. فهو يري انه لا يقل مهارة عن ماردونا وانه هناك كثير من العروض من أندية كثيرة قد تسببت في إبطالها، وان المشكلة أنني لا أفهم في الكرة ولا الأندية ولا العقود وشروطها. وهذا صحيح لحد كبير ورغم ذلك فأنا مصر علي موقفي حتى ينهي دراسته ويلتحق بالجامعة. أما ابني الوسطاني فحكايته حكاية.
أعترف انه شاب رائع وذكي ومثقف، وأنه أقرب إلي كصديق من أن يكون ابني. وقد أنهي دراسته الجامعية منذ فترة قصيرة وبتقدير يؤهله للالتحاق بسلك التدريس في كليته. وقد تحدثت معه كثيرا عن ذلك. غير انه له رأي آخر فهو يري أن معظم العاملين بكليته من الأساتذة هم "شوية بهايم" وانه لا يريد أن يصبح حمارا مثلهم بحظيرة البهائم الممتلئة بالكلية. لم تفلح معه كلماتي في تغيير رأيه وقررت تركه يبحث عن مستقبله بنفسه ويختار العمل الذي يجد نفسه فيه.

منذ عدة شهور أعطاني دراسة صغيرة كان قد كتبها ووضعها بأحد المنتديات بشبكة المعلومات. والدراسة بإيجاز تعلن أنه اختار الإلحاد بديلا عن الإيمان بالله أو الدين، ورغم انه ترك الباب مواربا لما يمكن أن يحدث. فقد يعود لحظيرة الدين ثانية، إلا أنني شعرت بالحزن الشديد حتى أنني لم أقو علي الحديث معه حول ذلك الأمر، ورحت أعيش في حالة من التفكير العميق.

في مثل تلك المواقف دائما ما أتذكر بعض الحكايات البسيطة والجميلة. سأهدي حكاية منهم له ومعها أغنية جميلة يعنيني الاستماع إليها في التغلب علي كثير من المصاعب. تقول الحكاية : كان هناك رجلا ملحدا يعيش فوق الضفة الأخرى من النهر. ولم تفلح محاولات كثيرة من أصدقائه والكثير من الدعاة في تغيير موقفه من الإيمان بالله.

زاره أحد الأيام صياد فقير، وأخذوا يتحدثون في كثير من الأمور. وبطبيعة الحال تحدث الصياد عن الله وجمال صنعته وخلقه لهذا الكون الكبير والرائع. وطبعا أصر الرجل علي موقفه، وراح يتحدث عن إمكانية الخلق لهذا الكون من سلسلة تفاعلات عشوائية أوصلتنا لما نحن عليه. شعر الصياد العجوز بالملل والحزن فقرر الرحيل. استأذن من الرجل وركب قاربه القديم وراح يجدف تجاه الضفة الأخرى.

لكنه عاد بعد عدة أيام، غير أن قاربه هذه المرة كان جديدا تماما. وكان وجه الصياد العجوز يحمل تعبيرات جميلة من الرضا والسعادة. أخذ يحكي للرجل سر سعادته ورضاه. قال: صحوت أمس من نومي في الصباح الباكر بفعل أصوات غريبة. خرجت خارج كوخي، لأجد أن تلك الأصوات صادرة عن تهاوي الأشجار الواقفة، ثم سرعان ما أخذت فروعها وأراقها في السقوط، ثم راحت الأشجار تتشقق في نظام غريب وتتراص بجوار بعضها بأطوال دقيقة تتناسب مع طول القارب ثم التحم الأجزاء في بعضها، والكل في الكل، حتى تشكل هذا القارب الجديد الذي تراه.!!

كان الرجل يستمع وهو فاغرا فاه في دهشة كبيرة. لكنه تمالك نفسه وقال للصياد: يالك من مخادع وكاذب كبير. أتريد أن تقنعني بأن قاربك الجديد وجد بهذه السرعة، وبدون صانع.!! أجابه الصياد: أتستكثر ذلك علي قارب صغير ولا تستكثره علي هذا الكون المترامي الأطراف. حتى انك لا تريد أن تقتنع بأن هناك صانع لهذا النظام المحكم والذي تعترف بقوانينه المنظمة.

القصة بسيطة للغاية لكنها تعني الكثير ومعها أهديه أيضا أغنية جميلة " ماشي في نور الله " وهي أغنية رائعة سواء في الكلمات أو اللحن ( بليغ ) أو الأداء . استمعوا معي للأغنية والأدعية الجميلة فيها والترديد الرائع لتلك الأدعية بين صوت المنشد والمجموعة.
.
.
.
..

ليست هناك تعليقات: