الجمعة، يونيو ٠١، ٢٠٠٧

1 - حكايات الأغاني .. "حبيتك بالصيف ومقام سيدي الولي."

.
1 - حبيتك بالصيف ومقام سيدي الولي ...
.
نحب الأغاني لجمال الموسيقي أوالأداء، وربما لسبب آخر هام وهو أن الكثير من الأغاني التي نحبها لها حكاية أو حكايات معنا. ما رأيكم أن نبدأ بسرد ذكرياتنا مع بعض الأغاني التي نحبها أو نسرد حكايتنا مع تلك الأغاني. أعتقد ان الفكرة جميلة وربما ستدور معظم الحكايات حول الجانب الرومانسي لفترة من فترات عمرنا ( وماله مش عيب !!! ) وبالتأكيد هناك حكايات أخري غير رومانسية مثل التي سأحكيها عن أغنية فيروز الجميلة ( حبيتك بالصيف ).

أتذكر انه - ربما - في الستينيات من القرن الماضي.! تجعلني كلمة (القرن الماضي) أضحك بصوت عال، يبدو أنني صرت عجوزا بالفعل.!! المهم كانت ألأسره تعيش في أحد المدن المصرية الصغيرة والجميلة آنذاك وكان منزلنا يقع فوق هضبة عالية وبالأسفل كانت هناك حديقة كبيرة يحدها من الجانبان طريقان صاعدان ليصلا أسفل المدينة بالجزء العالي الذي كان به منزلنا، وكان أهل المدينة يسميان الطريق الصاعد بالمطلع.
كان هناك مقاماً صغيراً لأحد أولياء الله الصالحين يتوسط المطلع اليمين، وعلي جانبه الأيمن. وهو علي الدوام مطليا بألوان زاهية، خطوط عريضة زرقاء وبيضاء وتعلوه قبة جميلة وصغيرة بيضاء اللون. وبضعة درجات لسلم تكسرت حوافه تصل لباب المقام الخشبي العتيق.

في صباح أحد أيام الشتاء. كانت الشمس دافئة، وكما لو كانت المدينة بأكملها لا تزال نائمة، أو لعلها كانت تنصت معي لتلك الأغنية الجميلة ( حبيتك في الصيف ) والتي كانت تصدر من أحد المسجلات والذي وضعه صاحبه فوق أحد درجات سلم المقام.
ورغم طول المسافة وبعد الزمن غير أنني لا يمكن أن أنسي ذلك المشهد الرائع كلما استمعت لتلك الأغنية الجميلة. رائحة الشتاء وجمال الهدوء لمدينة لا تزال نائمة، أو تستمع للأغنية، والحديقة الكبيرة الرابضة بالأسفل بأشجارها العالية، وقبة المقام الصغيرة البيضاء والمسجل الموضوع علي أحد درجات السلم المكسورة لمقام أحد الأولياء الصالحين. وفيروز تصدح حبيتك بالصيف.
.

.


ليست هناك تعليقات: