الخميس، يونيو ٠٧، ٢٠٠٧

4 - حكايات الأغاني .. " الهزيمة والحلم الكبير."

.
4 - الهزيمة والحلم الكبير..

كانت السنوات التي تلت هزيمتنا من إسرائيل في حرب يونيو 67 قاسية ومريرة علي نفوسنا وأرواحنا. كنت في تلك الفترة في بداية دراستي الجامعية. وكنت أشعر - ومعي الكثيرون - بنوع من الانكسار الداخلي وفقدان الكثير من الثوابت التي ظلت راياتها لعهد قريب ترفرف فوق رؤوسنا وتدغدغ أحلامنا وخيالنا بوطن قوي ودولة عظيمة.
.
لكننا لم نستسلم لهذا الانكسار ولا لهذا التمزق الذي أصابنا وبدأنا ندرك أن الأحلام العظيمة تستلزم جهدا أعظم وعقولاً واعية متحضرة ونفوسا متحررة من الخوف وقادرة - أولا - علي مقارعة ظلم السلطان وكلاب حراسته. وهي قادرة بالتأكيد - بعد ذلك - علي دحر الإسرائيليين وهذا ما حدث.كانت تلك السنين هي أحد الخطوات الهامة للبحث عن الحرية بشكلها الحقيقي. الحرية للوطن ولكل الناس وليس للحاكم وعساكره. وشهدت السجون والمعتقلات الزج بالعديد من التيارات المستنيرة من أقصي اليمين لأقصي اليسار.
.
لا أنسي كيف كنا نحيا تلك السنين مع فيضان المجاري الدائم - وتهالك البنية التحتية لجميع المدن المصرية ، والمسامير وخيوط الدوبار وحتى الحشرات بالخبز الأسمر الذي كنا نتدافع لشرائه . وترحيل سكان ثلاث محافظات - من مدنهم وقراهم - بطول خط قناة السويس. وما يعنيه ذلك من أزمات في كل شئ. وسط كل ذلك كان هناك المبشرون بالنهار الجديد في القصيدة والقصة والمقال والرواية والأغنية . كان الوطن عظيما حتي في تلك اللحظات المريرة ولم يفارقنا حلم الغد الأحسن للحظة واحدة.

عدي النهار أغنية ( حليم - الأبنودي - بليغ ) تذكرني بأكثر مما قلت . تذكرني بسنين كانت طويلة للغاية وثقيلة كالجبال لكنها ساهمت في تشكيل شخصياتنا وعقولنا وتفكيرنا. وفي رأيي أن أغنية موال النهار أحد أهم النماذج لبشارة الغد وهي برأيي لا تزال تبشر بنهار قادم أجمل وأدفأ لنا جميعاً.
عفوا - أطلت وأثقلت عليكم.
..
..
..
.

ليست هناك تعليقات: