الثلاثاء، يونيو ١٢، ٢٠٠٧

6 - حكايات الأغاني .." الدكتور عزت وقلبه القاسي. "

.
6 - الدكتور عزت وقلبه القاسي ..
.
أما الدكتور عزت فهو عزت أبو عوف الممثل القدير – حاليا – لكنني سأتحدث عنه أيام كان صاحب فرقة الفور إم . وكان يشارك بالعزف علي الأورج والغناء أيضا . منذ ما يزيد علي الثلاثين سنة كنت أعيش وأعمل ببغداد ، وكانت بغداد تلك الأيام مدينة جميلة ورائعة ، أيام كان يسكنها الإنسان وليس الأبالسة والشياطين كما هي الآن . كانت مدينة يمتزج فيها الحلم بالخيال بالواقع. وتستطيع أن تشم عبق التاريخ الجميل حتى من أسماء أحيائها وشوارعها وميادينها ومن حب ناسها لكل أصيل وجميل . كانت فرقة الفور إم تزور بغداد كثيرا تلك الأيام وحدث نوع من الحب والتقدير من الناس لتلك الفرقة وأعمالها. وكان الدكتور عزت مميزا للغاية وهو يغني أغنية " سعد عبد الوهاب - قلبي القاسي ". واعترف أنني كنت واحدا من المبهورين بجمال صوت الدكتور عزت وطريقته في الأداء . وأتذكر أثناء أحد الحفلات - ولعلها كانت في الزيارة الأخيرة لهم لبغداد -انه غناها لعدة مرات بناء علي طلب الجمهور حتي أن صوته ضاع منه ولم يعد قادرا علي غنائها بالحفلة التالية وناشد الجمهور – بصوت مبحوح - أن يعفيه من غناء تلك الأغنية وأمام إصرارهم غناها أحد أعضاء الفرقة وبالطبع لم تكن بجمال أداء الدكتور.

وعد الدكتور عزت جمهوره في بغداد بأنه سيعود ليغني لبغداد الجميلة ولناسها عندما يأتي النصر النهائي. وكانت أيامها تدور حرب "العراق – إيران" وتتصاعد بوتيرة وهمجية كبيرتان لتنال - دون تفرقة بين الشيعي والسني والمسيحي في كل من بغداد وطهران من الأبرياء والأطفال والنساء فيما عرف بحرب المدن.

أرجو أن يفي الدكتور عزت بوعده ويعود ثانية ليغني للسلام وللحب وللناس في بغداد مدينة السلام. بغداد الآمنة من الشر والخالية من الغربان والبوم والأبالسة والشياطين الذين يعششون بشوارعها وأزقتها وميادينها الآن. وهذا هو النصر والانتصار النهائي الذي نأمل وندعو الله بقدومه السريع لبغداد ولأهلها ولكل العراق والعراقيين.
.
.
.
..

ليست هناك تعليقات: